عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 30-03-2009, 11:02 PM

* تركي * * تركي * غير متواجد حالياً

Nanotechnology

 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
الكلية: كلية الهندسة
التخصص: هندسة كهربائية
نوع الدراسة: متخرج - انتظام
المستوى: متخرج
البلد: مكة المكرمة
الجنس: ذكر
المشاركات: 4,737
افتراضي الآنسة العَجوز ، بينَ الوآقع وَ الخَيآلْ ...{


/

مَسآؤكم حَنين لآ أَنينْ ،’
مَسآؤكم وَردٌ وَ زَهرٌ

،





نَرى كَثيراً وَ نُشآهد تَصوير المَرأة العَجوز بـِ " السآحرة السآخرة السآفرة " ، فِي العَديد مِن الأعمآل الأدبية وَ الأفلآم الكَرتونية وَ المَسرحيآت ،’

رُبمآ لـِ أن المَرأة لآ تَصل لـِ مَرتبة الحيآد عِند الرجل إِلآ عِندمآ تَحظى بـِ لَقبِ " العَجوز " !
فـَ يَرآهآ الرجل كـَ " كآئن انسآنِي غير مَليء بـِ الرتوشِ الأنثوية التِي كآنت فِي دوآخلهآ منذُ رحلتهآ الحيآتية " ،’..

فـَ العَجوز تَقترب مِن الشر أَكثر مِن اقترآبهآ إِلى الخير ، فـَ هي مَقرونة مُقولبة بـِ قآلب " العجوز الشريرة السآحرة " ، وَ التي قَد تَلعب الأدوآر وَ تُتقن فن العذآل وَ تُفرق مآبينَ العُشآق وَ تنسج لهم المَكآئد ، حرب البَسوس كآنت شُعلة امرأة عَجوز ، قِصص أَلف ليلة وَ ليلة رأينآ كيف تلعب العَجوز أدوآراً لآ تنتهي ، لـِ درجة أننآ نرآهآ تَصل لـِ امتهآنِ الأفعآل المُشينة فِي الأدب التُرآثِي ،.. رُبمآ أَيضاً حينمآ يُذكر اسم العَجوز ، يتسرب إِلينآ مِن بينِ حروفهآ الإِرتيآب وَ الهآجس وَ الخوف ، بينمآ في الحَقيقة نَجد أن دورهآ الحَقيقي الوآقعي يَتخذ طُهرآنية مُبجلة فـَ هي الأم وَ الجدة الحَنون ،’..
وَ بينَ صورتهآ الأدبية الشريرة ، وَ مآبين صورتهآ الوآقعية الحنونة ، تَنآثرت خيوطِي لـِ اعيد نسجهآ فِي صيغة سُؤآل

السَيدة العَجوز ، بينَ الوآقع وَ الخيآل ؟

\

تَتحدث الدَكتورة لَميآء بآعشن :

" لا أعتقد أن الأمر بهذه الحدية،
فأمثلة المرأة العجوز الطيبة موجودة بكثرة في الأدب أيضاً.
لكن هذا لا ينقص من تحفيز السؤال على التأمل في ظاهرة قد تبدو غريبة.
التلازم بين المرأة والشر لا يظهر فجأة وهي عجوز،
فالمخيال الذكوري قد ربط بينهما في مراحل عمرية مختلفة،
ذلك أن التكوين البطريكي والميثولوجي للمرأة كله تمثلات لما
يحبه الرجل وما يبغضه وما يخشاه. "

كَلآم الدَكتورة ، يُفسر لَنآ بـِ شَكل مَنطقي ، كَيف أننآ نَرى صورة المَرأة تتأرجح وَ تتذبذب فِي الأدب الترآثي مآبينَ الفَضيلة المثآلية الطهرية التي قَد تَصل الى درجة التَبتل العُذري ، وَ مآبينَ الرذيلة السَخيفة الوَضيعه الرَخيصة التي قَد تُطيح بـِ المَرأة إِلى أَدنى دَرجآت السُلم الأخلآقي .

الحَقيقة ، أن مُعظم الأدب المُتوآرث قَديماً كآن ذُكورياً أَظهر وَ أَزآح الستآر عنِ النسآء فِي ضوءٍ سلبي وَ صَورهن بـِ شكل تَهديد لـِ كَينونة الرجل وَ مكآنته وَ سلطته في الكونْ .، وَ ذلك يَتجلى فِي الأسطورة اليونآنية " ببآندورآ " التي حَضرت لـِ الأرض وَ جلبت مَعهآ المآسي وَ الأمرآَض وَ الخرآب كـَ لعنة حلت عليهم مِن السَمآء .!!

نَرى المَرأة أَيضاً فِي شَبآبهآ شِريرة فـَ هِي الأُنثى الفآتنة الجَميلة التي تَصطآد الرجل الغآفل بـِ شُبآكِ سِحرهآ الأنثوي الفِطري ،.. وَ هذآ أكبر رد لـِ الذينَ يقولونَ ان المَرأة ضَعيفة وَ لآ تُقآرن بـِ الرجل ،
المَرأة لديهآ سحر البيآن وَ جَبروت الجَمآل الأخآذ ، وَ الرجل لديهِ سحر الرجولة وَ طُغيآن القوة وَ الصلآبة ،’ .. تُصبح المَرأة سِلآحاً فَتآكاً ضِد الرجُل ، حينمآ يَتسلل إِليهآ الشيطآن فـَ يتمثل فِي جَمآلهآ ، وَ يَخسر الرجل أيمآ خسآرة أمآم صَنيعة ابليس ، كمآ رأينآ فِي الحكآيآت القديمة ، وَ كيف لهآ أن تكون فِي بعض الموآقف " أَقوى مِن ابليس نفسه " !!

إِذاً ، جَميعنآ يَتفق بـِ أن قُدرآتِ المَرأة الإغوآئية ، تُولد حَولهآ مَجآلاً كَهرومغنآطيسياً قَوياً جِداً يَجذب الرجل مِن الأقآصي ، وَ هكذا بَدأت الشكوك تَظهر وَ تَطفو عَلى السطح ، بـِ أن المرأة كآئنٌ مآ بينَ البشرية وَ الشيطآنية ، فـَ هي سآحرة ، مَصآصة دِمآء ، وَحش ، شَيطآن .. تِلكَ نَظريآت كآنت قَديماً ، وَ آثآرهآ لآ زلنآ نَرآهآ الى الآن ، فِي الأفلآم الهوليودية وَ غيرهآ الكثير ،’

تسربت كل تلك التراكمات عبر خطاباتنا التربوية فصاغت الثقافة بذور احتقار المرأة
المتقدمة في السن وثبتتها في الذهنيات السائدة و تم التشهير بالعجائز في النصوص المتوارثة
والترويع من مظهرن الذي ما عاد جاذباً للرجال، وحين تفقد
المرأة صلاحيتها كما يتصور الرجل لا يبقى أمامها سوى المكائد والشرور والخبث.

يَنتقص الرجل مِن قدرِ المرأة حينَ نُضجهآ ، وَ يَعيبُ عليهآ حينَ ذُبولهآ ، وَ يَرميهآ بـِ العَجوز الشَمطآء التي بدأت تُعوض ذُبولهآ وَ ضُعفهآ بـِ المَكآئد وَ الخِدآع وَ الحيل ،’ وَ ينتقل السحر إِلى سِحر الشَعوذة وَ الطلآسم بعد مآ كآن سحرُ الجمآل وَ الإِغوآء ،

يَتحدث الدَكتور إِبرآهيم الدغيري ::

" العجوز في العقل الواعي غيرها في العقل اللاواعي، فالعجوز يتم تقبلها وعيا وكرهها لا وعيا.
إنها في الوعي الجمعي الأم المحترمة والجدة الموقرة والشخصية ذات الحضور المقدَّر على كل المستويات...
غير أنها في العقل اللاواعي تمثل الفقرة النهائية من العمر،
تلك المرحلة التي تكون فيها العجوز عالة،
عالة من حيث الأمراض وكثرة الطلبات والتشكي من الحياة،
كما أنها تمثل مرحلة الانصراف الجنسي،
فهي لم تعد تحمل أي مثير يمكن أن
يبعث على الاهتمام بها وذلك إذ تضمر فيها معالم النشاط الحسي الباعث على اللذات،
وتخبو فيها أمارات النشاط المعنوي المحفز للرغبات. ولا شك أن فقد هذين المعنيين من أهم محفزات عدم الاهتمام النفسي والاجتماعي اللاواعي بها،
كل هذا إذا افترضنا أن المتسيد على عرش الكتابة هو الرجل.
.وإلا ما الفرق بين العجوز و(الشايب)هذه محاولة تفسير نفسي.. "


وَ أَخيراً ،’ تَفسير أدبي لـِ المَرأة العَجوز ’

" ان العَجوز تَتمتع بـِ مُوآصفآت فَنية وَ موضوعية كَثيرة تَجلعهآ تَتصدر لآئحة الأشرآر فِي القصص وَ الروآيآت ، لـِ أنهآ شَخصية قآبلة لـِ التغيير وَ التَشكيل من حيثُ تَوظيف دورهآ فِي السيآقآت الإِبدآعية وَ الفنية ، فـَ هي تَصلح لـِ تكون (( العآقة ، المُتدينة ، الفآسقة ، المَجنونة )) ، فـَ هي مِن المُمكن أن تتحدث بـِ الحكمة وَ الحِنكة بينمآ تتحدث بـِ الهَرطقة وَ الهيآط وَ العَربدة ، وَ أن تَقوم بـِ التَصرف الحسنَ القبيح بـِ دون أن تتأثر شَخصيتهآ ، أي أن الكآتب يَستغل شَخصيتهآ لـِ يُمرر أَفكآره بـِ سُهولة .
فـَ هي لهآ القدرة على تَقمص الأفكآر وَ تلون الشَخصيآت . "



المَقآل طَويل نَوعاً مآ ، وَ اختصرت الكَثير ، لـِ تَصل الفكرة بـِ أَسهل مآيكونْ ،’ ..

بـِ الأخير أَتمنى أني وُفِقت فِي الأجآبة عَلى هـَ الأسئلة ، التي بـِ التأكيد تَبآدرت إِلى أَذهآنكم مثلِي تَماماً ،’

لِمآذآ السيدة العَجوز شريرة ، ؟!
لِمآذآ لآ يكون السَيد العَجوز هُو الشرير ؟!

\

انتهى

وِدي

 


توقيع * تركي *  

/





! .. No expression


::

 


التعديل الأخير تم بواسطة * تركي * ; 30-03-2009 الساعة 11:15 PM.
رد مع اقتباس