[عبدالرحمن الشهري2013]

بسم الله الرحمن الرحيم

جميلٌ ما تفضَّلتِ بنقله د. هوازن .. ولا شك أن لكل ما تم طرحه من نقاط أهميته وضرورته ..

ولكن ..

كل ما تم طرحه كان فيما يتعلق بجانب الطالب .. والواقع .. أن هناك شركاء آخرون يؤثرون تأثيراً مُباشراً في تأدية الطالب لامتحانه .. وقد يصل الأمر إلى إعاقة آدائه لامتحانه على الوجه المطلوب في أقل الأحوال !! .. وسيكون مردود هذا سلباً على النتيجة النهائية له !! ..

أيتها الفاضلة ..

كما أنه من الضروري جداً أن تكون بيئة المُذاكرة المُحيطة بالطالب حين استذكاره بيئة مُناسبة للاستذكار - وأنا أتفق معكِ في ذلك ولا شك - .. فإنه من الضروري أيضاً بل لا يقل ضرورة أن يكون الحال كذلك بالنسبة للمكان الذي سيؤدي فيه الامتحان .. وأنا هنا أعني قاعة أداء الامتحان - ولعلَّكِ تتفقين معي في ذلك - ..

فبالله عليكِ أيتها الفاضلة .. ماذا تتوقعين من طالب - وعندما أقول طالب فإني أعني بذلك الطالبة أيضاً- يأتي إلى قاعة الامتحان وهو قد اتخذ كل ما يجب عليه اتخاذه من إجراءات تُعينه على تأدية الامتحان على أفضل وجه .. ثم يُفاجأ بأن البيئة الأخرى التي لا تقل أهمية عن بيئة الاستذكار -وأعني قاعة الامتحان- لا تُساعده أبداً على تأدية امتحانه على الوجه الذي يجعله يخرج من القاعة وهو راضٍ عن نفسه وعن أدائه للامتحان ؟! ..

فلا يخفى على أمثالكِ .. أن من أهم ما يجب أن يتوفر للطالب حال أدائه للامتحان في القاعة هو الهدوء الذي يساعده على التركيز في الأسئلة والإجابة عليها بطريقة مثالية .. وهذا ما نفتقده للأسف الشديد في كثير من القاعات .. فأصوات المراقبين والمشرفين وأساتذة المواد العالية أثناء أداء الطلبة للامتحان وطريقة سيرهم في الممرات يُشكل عائقاً حقيقاً لتركيز الطلاب في الأسئلة .. ويُسبِّب لهم تشتتاً ذهنياً يجعلهم في حالة إرتباك وضغط نفسي يولِّد جواً غير مُلائم لأداء الامتحان ..

بل حتى العامل النفسي للطالب -وهو أمر مهم للغاية- لا تتم مراعاته للأسف الشديد .. فلا يوجد تهيئة نفسية قبل أداء الامتحان تُمهِّد للطالب وتُعينه وتساعده على أداء امتحانه وهو مرتاح نفسياً غير متخوفٍ أو مضغوط أو مشحون .. فعلى الرغم من أن ذلك لا يُكلِّف أكثر من ابتسامة تعلو المُحيا .. واستقبال بطريقة مُبجهة مُحببة للنفس تصحبها كلمات تحفيزية تشجيعية تُريح النفس وتحفزها .. أقول : على الرغم من ذلك .. إلا أن الواقع على العكس منه تماماً .. فإننا نجد من أقوال وأفعال بعض -بل لا أبالغ إن قلت الكثير- من المراقبين والمشرفين ما يستفز الطلاب شعورياً ويُربكه نفسياً !! ..

فمن الخطأ أن يُنظر لكل الطلاب على أنهم شريحة واحدة لهم كلهم نفس الخصائص العقلية والنفسية والفكرية !! .. بل يجب مراعاة أن هناك أشخاصاً لهم حالات نفسية خاصة تختلف عن غيرهم .. وهم يحتاجون بل هم في أمسِّ الحاجة إلى أن يسمعوا كلمات تحفيزية تُريحهم نفسياً وتُهدئ من روعهم وتُعينهم على أداء امتحانهم بكل أريحية نفسية ..

أيضاً .. يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هناك عدداً لا بأس به من الطلاب أكبر سناً من كثير من المشرفين والمراقبين بل قد يكونون أكبر سناً حتى من دكتور المادة !! .. ومنهم من هو بالإضافة إلى كبر سنه صاحب منصب في عمله .. فيجب أن يكون التعامل مع هؤلاء تعاملاً يليق وأسنانهم في المقام الأول -فليس منَّا من لم يوقر كبيرنا- ..

أيتها الفاضلة :

الامتحان له طرفان أو ركنان أساسيان -الطالب والجامعة- وهما يُمثلان تكاملاً .. وتقع على كل واحد منهما مسؤوليات ومهام وإجراءات .. وحتى تكون العملية - أعني الامتحان - عملية ناجحة بكل ما تعني كلمة النجاح من معنى .. فإنه يجب على كل طرف من الطرفين معرفة ما عليه من مسؤوليات فيستشعرها ثم يؤديها بأمانة وعلى أكمل وجه .. حتى لا يكون هناك مبرر لأي طرفٍ من الطرفين بأن يُلقي اللائمة على الطرف الآخر في حال لم تكن العملية عملية ناحجة على الوجه المأمول والمنشود ..

وأخيراً ..

أعتذر عن الإطالة ولو أني اختصرت بقدر المستطاع .. وأعتذر عن عدم ترتيب الأفكار .. فهذه الكلمات وليدة اللحظة أكتبها من على مكتبي .. أريد من خلالها إيصال صوتنا كطلاب لعلّ وعسى أن ينفع الله بها ..

وتقبلوا أطيب تحياتي ،،،