11- الدكتور قرامي : دكتور شاب في الثلاثين من عمره , نبيه وذكي وسريع البديهة والفهم .لا يعترف في شرحه واسلوبه واختباراته بالحفظ , وانما هو الفهم والفهم فقط .
لا يشرح مادة الا وتحسب انها تخصصه من شدة هضمه للفكرة والموضوع الذي يشرحه فهو ذكي حقا وأظن انه قادر على تدريس جميع مواد اللغويات
وان كان لا يعكف الا على مواد البيسك في الاغلب .
من المفيد للطالب ان يأخذ عنده مادة (اللغويات التطبيقية ) لأنها مادة فيها كم هائل من النظريات وفرضيات العلماء, وانتقادات لعلماء غربيين معاصرين
والدكتور بفهمه وإفهامه , يجعل المادة من اسهل المواد في القسم على الإطلاق . لأنه يلخص المطلوب من كل شابتر على شكل اسئلة . وهكذا في كل محاضرة يحضر مجموعه من الاسئلة ويوزعها على الطلاب , ويحدد إجاباتها من الكتاب .
فيجمع بين شرح للفصل , وبين المطلوب من هذا الفصل , بإختصار غير مخل .
فيلبي حاجات الطلاب على اختلاف مشاربهم : فمن كان يهمه الشرح والفائدة فهو موجود , ومن كان لا يريد الا الاختصار والتركيز على المهم فموجود .
ونسبة الفائدة من حضور الدورة التاهيلية %100 . ومن اعتمد على اوراق الاسئلة والتي تصل الى اربعين سؤال او خمسين , وهو لا يخرج عنها ابدا في الاختبار, فقد حاز على الدرجة كاملة باذن الله , وقد اخذت مائة من مائة عنده والحمد لله .
ولكن الحذر من حفظ الاسئلة كما هي , بل الفهم الفهم , فالرجل فاهم ويريد منك ان تكون فاهما , بمعنى انه يأتيك بالسؤال نفسه , ولكن يغير فيه بحيث لا يحله الا الفاهم .ومع ذلك فمن اعتمد على الحفظ الاسئلة , فمستحيل ان يرسب ابدا , وانما تقل الدرجة .
وهو لايحب الحشو الكثير في المناهج , ولا يعمد الى شرح الكتاب كاملا ولكن ينتقي انتقاء متميزا , يدل على انه قرأ المنهج كاملاً , فلم يجد مايستحق الوقوف عليه , الا مايشرحه . ولا يقتنع بغير رأيه هو , وكثيرا ما سمعته يشرح النظرية , ثم ينتقدها بنفسه ويخطئ صاحبها .
وأما طريقته في الاسئلة: فهو ميسر لا معسر وهو مبشر لا منفر , ويفضل الاختيار المتعدد دائما , وإطمئنوا من هذي الناحية , فلا داعي ان نطيل فيها.
ومع ذلك فعليه بعض المؤاخذات :
· لا ينظر ابدا الى وجوه الطلاب عندما يشرح , بل يظل شاخصا بعينيه الى الاعلى , كأنه يحدث السقف .وليس هذا ناشئا عن تكبر ابدا فهو يمارسه في كل مكان حتى عندما يمشي في الصالات , يظل خافضا راسه .فهو يحتاج الى دورة ليكتسب مهارة في الاتصال الفعال .
· سرعة الحديث فهو يشرح (بسرعة الطائرة) فيفوت على الطلاب الكثير من النقاط , وربما ينتقل من نقطة الى اخرى ونحن لم نسمع بعد النقطة الاولى, فضلا عن فهمها , وهذا عيب واشكال .وانصح الطلاب ان يعتادوا على إيقافه , وان يطلبوا منه التمهل ولا يستحوا , فهو خلوق جدا , ومتواضع ويستجيب .
· احيانا لسرعة حديثه , ينهي الدرس في نصف المحاضرة, او قبل انتهائها بربع ساعة , ليخلد الى الراحة , فلا تعودوه على هذا .كما عوده طلاب الانتظام. فهو يشرح لمدة نصف ساعة عندهم , ثم يعتقهم من الدرس , فينطلقوا وهم فرحون .!!!!!
· تظهر عليه السآمة والملل والعبوس , لذلك لا يصبر على الوقت كاملا .
· بالرغم من ان الرجل خلوقا ومحترما الى الغاية( حتى لو تجاوز بعض الطلاب حدوده او شاغب فانه لا يرد عليه ولكن يظل ساكتا محدقا الى الاعلى) بالرغم من ذلك , فهو لا يبتسم ابدا ولا اذكر اني رأيته يبتسم فضلا عن الضحك , وقد يحدثنا بقصة مضحكة حصلت له , ولكنه مع هذا يكتفي بضحكات الطلاب ولا يشاركهم .
وعلى العموم فهو في (اخلاقه وعلمه واسلوبه وطريقته واختباراته) مرغبا
للطلاب ومحبوبا للغاية والله يوفقه , فلا تفوت أي مادة عنده ابدا .