- 14مروان الصائغ : دكتور من القدماء , يعيش في القرون الوسطى , (لا يدري بحال الطلاب ولا يدري أنه لا يدري , ولا يريد اصلا ان يدري) .درسنا عنده اول ترم في التخصص مادة (مادة قراءة 1) فكان يشرح وهو قاعد , وشرحه هو مجرد قراءة للمادة فقط (ممكن بحكم انها مادة قراءة)
فإن وجد فكرة غامضة , ارتجل خطبة صغيرة عنها , ولا بأس بها من حيث الجودة والعمق فهو صاحب فهم وإتقان .
ويرفض أن يحل التمارين , ويرفض ان يعطيك صورة او مثال عن الاسئلة . وأتذكر ان نسبة الرسوب كانت كبيرة , الا ان الله رحمني فاحرزت عنده 62 ونجوت منه .
واما اسلوبه وطريقته: فهو مخلص في الشرح وأمين على الوقت , ولا يصادر من وقت المحاضرة شيئا , الا في مصلحة الطالب .وشرحه مميز نوعا ما ومفهوم وفيه وضوح .لذلك لا ارى للطالب ان يترك الدورة التأهيلية عنده , فهي مفيدة بنسبة كبيرة إن إنجبر الطالب على مواده.
والرجل فيه جفاء وإعراض واضح, وتعالي على الطلاب , ولا يرى امامه احدا . ولا اذكر انه نظر في وجه الطلاب وهو يشرح , وانما ينظر الى الاسفل, كأنه معجب بالسراميك .
وقد اسلفت ان الاستاذ قرامي لا ينظر ايضا , الا ان الفرق بينهما واضح فهذا عن شموخ وانفة , وذاك عن عادة وطبع ليس الا .
وهو شديد جدا في الاختبار, ولايترك صغيرة ولا كبيرة الا يوردها , في الاختبار . وفيه السهل وهو قليل جدا , وفيها المتوسط الذي يميل الى الصعوبة وهو الأكثر, وفيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت من الصعوبة والتعقيد .
وله في المراقبة يوم الاختبار أعاجيب وغرائب من خصومات ومهاوشات , وكم من طالب قد تظلم منه بسحب الورقة , فلا يعيدها إليه ابدا .
وهو كالحجاج بن يوسف (يأخذ الناس بالظن لا باليقين ) فتراه يسحب الورقة على الشك , فإن نظر طالب في ورقة طالب اخر سحب الورقتين معاً وهكذا . ولم أره منذ ذلك الترم فلعله تقاعد او مات .
.