[الملاك الأبيض]

مكمن السعادة في هذا العالم أن لاتشعر أي شخص باحتياجك او ضعفك فإن في هذا الاحتياج قمة الذل حتى وان لم يظهر لك في الوقت الراهن . ذل لانك شكوت لانسان مثلك لا يملك كشف الضر عنك ولا تحويلا . وذل لانك كشفت اسرارك وعيوبك لمن لا يخلو من العيوب وقد يستخدمها يوما ضدك... وذل لأنك طلبت مساعدته فبمجرد ان يعلم البشر ان الدواء بأيديهم يستمر حينها المماطلة والجفاء .. ليبقوك وحيدا تستجدي عطفهم وتستجدي قربهم و عزاءهم .. في حين ان الانسان الذي لا يتكلم او يكشف عيوبه واسراره للناس هو اقوى الناس واقدرهم على التحكم في سير حياته .. فهو غني عن الناس وعن حاجتهم والتذلل لهم ومايحدث هو العكس وهو ان جميع الناس تثق به وتأتي اليه راغبة في عونه وايمانا بقدرته على حل مشاكلهم لانه لم يشكو من المشاكل يوما , وثقة منهم انه لن يكشف يوما اسرارهم لانهم لم يسمعوه يشكو او يتحدث عن نفسه او عن اي احد من قبل ..

عندما تصل لهذه الحقيقة عندها فقط تتحرر من عبودية البشر ومن عبودية الذل والشكوى للبشر لتكون عبدا لله وحده دون سواه .. وحينما تستشعر الذل لله و كيف ابتلاءاتك تتحول الى نعم في لمح البصر حينها فقط تصل الى تمام العبودية لله وتذوب حبا وشوقا لهذا الرب وتتساءل كيف كنت غافلا عن هذا الباب من قبل ؟!!