هايل العبدان .. الوطن .. !
كذبة أبريل : زئبق (سنجر) الأحمر ..!
بالأمس كنا شعباً يسبغ على الشعوب الأخرى ألقاباً، كشعب "الدراويش"، وشعب الطوابير الطويلة (كناية عن طوابير انتظار الخبز). اليوم ابتلينا بطوابير طويلة من "الدراويش".!
كل شعوب العالم مهووسة ومليئة بالشائعات. لكن ما يميز شائعاتنا أنها تنزلق بيننا بسرعة كـ"الزئبق". ننقلها كابراً عن كابر، فيتداولها العامة في مجالسهم، وهم يعلمون في قرار أنفسهم أنها ليست إلا مجرد شائعة. ثم ما نلبث أن نحدّث أنفسنا: ربما كانت صحيحة، فنلحق بالبقية. أين أنت يا (جحا) منا، والله لأرقت دمك بدلاً من جرّة العسل، لو علمت أننا تفوقنا عليك فيما كنت أسطورته.!
وأنا أقرأ تعليقات أخبار شائعة وجود الزئبق الأحمر في مكائن الخياطة ماركة (سنجر)، رأيت غالبية الردود تسخر ممن يصدقها، لكن قبل أن ينهي أحدهم تعليقه تجده يضيف بأن لديه واحدة ولمن يريدها بأعلى سعر.!
خرجت يوم أمس إلى "بورصة" منزوية خجلاً على أحد الأرصفة. فرأيت الصفقات تبرم على هامش ذلك الرصيف. حينها حدثتني نفسي أن اسأل أمي عن مصير ماكينة خياطتها!.
لم تكن تلك الآلاف لتركض وراء شائعة هي نفسها تدرك أنه ليس من المعقول أن يكون في جوف ماكينة خياطة لا يتجاوز ثمنها 120ريالاً ثروة تعادل ملايين الدولارات. بل هم أول من يدرك أن الأمر ليس إلا احتيال. لكنهم يريدون التعلق ولو بقشة أمل ليخرج أحدهم بفائدة ولو بضعة ريالات. فمخالب الحياة الشرسة التي انغرست في أجساد أولئك "الغلابى" هي ما يحفزهم للوقوف ساعات طوال تحت الشمس.
نهاية شائعة زئبق (سنجر) الأحمر لن تختلف عن تجاربنا السابقة في سوق الأسهم المحلية وشائعاته، ومساهمات "سوا"وثرائها الموعود، وغيرهما ممن أغرقت الآلاف في بحر الخسائر. والأسى كل الأسى لمن سيلتفت أخيراً ليناول الجمرة فلا يجد أحداً خلفه يلتقطها عنه .!
لكن تبقى لـ"كذبة أبريل" هذا العام حسنة واحدة، هي أنها أعادت صلة رحم، فأصبحنا نسأل عن عجائزنا.!
فكل "أبريل" .. بل كل شهور السنة وهنّ بخير ..
خروج عن النص:
بعد أن أنهى أعضاء مجلس الشورى (الأحد الماضي) مناقشة "نظام تربية النحل"، كأول نظام يتم الانتهاء منه دفعة واحدة. نتمنى أن يتكرم السادة أعضاء "الشورى" بالالتفات إلى قضايانا المعلقة نحن "بنو البشر"، ون طالب بمساواتنا بالنحل في مناقشة أنظمتنا دفعة واحدة تجزئة أو تأجيلاً.!