[هذيان]

منى شداد المالكي



المرأة والحضور المعاكس
تتفيأ المرأة ظلال المشاركة في عهد الإصلاح محققة إنجازات وطموحات لا نبالغ بالقول إنها مرضية لطموح المرأة السعودية ولكنها على الأقل جيدة في ظل اعتبارات مجتمعية تنظر للمرأة دائما نظرة حذر وتوجس باعتبارها إنسانة مثيرة للفتنة وخلافها. وفي ظل وضع كهذا يتوجب على المرأة الحضور دائما في مستوى الطموحات وعدم إحداث جلبة أو ضوضاء الخاسر فيها الأوحد والأكبر المرأة نفسها، فهي تسعى لكسب رضا المجتمع الذي بدأ يستوعب تواجدها إلى حد بسيط فلماذا ضياع هذا المكتسب وإهداره من قبل هذه المرأة الطامحة لمشاركة الرجل هذا المنجز الإصلاحي الحضاري؟.
لابد أن تعي المرأة السعودية المعروف عنها الحكمة والاتزان تقدير عواقب الأمور قبل الإقدام على مجازفات يقتات منها وعليها الآخرون، ثم إذا أصبحت مادة مستهلكة لا تضيف شيئا نبشوا عن شيء آخر يثبتون فيه قدرتهم على الردح والنتيجة المرأة السعودية خاسرة بامتياز.
الأخبار التي تصل عن مناوشات مع أو ضد المرأة في أي مكان أثبتت فيه حضورا لاتضيف رصيدا للمرأة لدى صاحب القرار وإنما وبال على المرأة نفسها، فسوف تشير إليها الأصابع أنها ستظل مصدراً مثيراً للشغب والفتنة أينما حضرت وحلت. فلماذا تكون هذه صفة ملازمة للمرأة رغم أن هناك نساء على الضفة الأخرى عاملات بهدوء وصبر وحكمة واتزان تتحدث أعمالهن عنهن وهن في حالة انسجام تام في مقار أعمالهن أو أنشطتهن التطوعية؟ فلماذا يخسر الجميع نتيجة فئات تحسب على المرأة السعودية تلك الصابرة التي تريد أن تكون في خدمة دينها ووطنها فإذا بها بين شقي الرحى فهي تنظر لبنات جنسها المشاغبات بحسرة وإلى صاحب القرار بتوجس وخوف من أن السيل سيغمر الصالح والطالح؟
الراصد لنشاط وحضور المرأة السعودية خارجيا أو داخليا يعلم أننا نعيش حالة من الحضور والتواجد المميز, وإن كان هناك هفوات فلابد ألا تضخم وتعطى أكبر من حجمها الحقيقي، فالعمل والعطاء المستمر هو أفضل السبل لإقناع الآخرين بأن المرأة شقيقة أصيلة وفاعلة مع الرجل في رحلة البناء والعطاء. فهل استوعبت المرأة السعودية ما هو مطلوب منها في هذه المرحلة وهي الحكيمة المتزنة؟