إبراهيم طالع الألمعي
أضحوكة التَّـتـْييرْ..
هل أنا خارج تيار أهلي وأنا أضحكُ من بعض كتاّبنا في الإعلام المقروء والمنظور والشبكة
العنكبوتية وأنا أتعبُ ضحكا عندما أرى الحديث عن التيارات (علماني – ليبرالي – راديكالي
– أصولي – متطرف ...إلخ)؟؟ لا أدري فقد يكون! غير أن استقصاء المجتمع –هنا- يدعوكَ فعلا
إلى الضحك وأنت ترى البعض ينوبُ عن الله (هؤلاء إلى النار ولا أبالي وهؤلاء إلى الجنة
ولا أبالي)! بينما القضية هي: سرعة انتشار هذه المصطلحات في العالم بناءً على القفزة
المعلوماتية النابعة من طفرة الاتصال ذات الدفقة القوية على استيعاب مجتمعنا . فعبد
الله صاحب نظرية – ما- في اللغة أو الثقافة يكشف عن رأي فِقِههُ في مجال اللغة أو البلاغة
هو علماني لأنَّ العامة من المتعلمين كتابيا لم يفقهوا ما رآه ، ومحمد كتبَ شعرا خرجَ
عن طريقة الخليل بن أحمد ليبرالي لأنَّ نفسَ الدّهماء حفظتْ من الشعر ما سار على نفس
النغمة ، وعبد العزيز بحثَ في بنيوية المجتمعات وعرض آراءه في البنيويات الاجتماعية
فهو ليبرالي ! وزيدٌ أُعْجِبَ بمخالفة المألوف فقصَّرَ ثوبه وأطلقَ لحيته كما يشاء مقتنعا
بمفهومه عن حديث أو أثرما هو راديكالي أصولي متطرف ! بينما حقيقة أمرنا هي : أننا مجتمعٌ
جديدٌ مجهول الوعي ، خرج من تقاليده التي كانت متوارثة إلى مفاهيم معاصرة لمْ يستوعبْها
، فهو يشبه أطفالنا في تعاملهم مع الأندية الرياضية أو أبطال أفلام الكرتون ، مجتمع
لا يجد قنوات للانتماء الفني والاجتماعي والسياسي ، ولا يجد إمكانات للتنفيس عن الطاقات
الفطرية التي يحملها ، وهنا على الفرد أن يوجد لذاته متنفسا فنيا أو سياسيا أو اجتماعيا
حتى لو كان العمل على تصنيف كل من حوله .
حتى الآن والأمر – عندي – طَبعِِِيٌ في قبوله وتفسيره ، لكنْ كيف أقبل من مثقفٍ يحملُ
أعلى الشهادات تعليميا ورأى العالم خارجَ مجتمعه المنغلق على ذاته ، ويصنِّفُ نفسه أو
غيره وفق هذه المصطلحات التي لا تدلُّ على واقعٍ صادق سوى البحث عن صدى إعلاميٍّ زائف؟
أخيرا : ليس كل من يمتلك ثقافة حديثة في فقه الحياة ليبراليا ، ولا كل مقتنع بما وجد
عليه آباءه راديكاليا ! وعلينا البحث عن نشاط سوى التصنيف.