[اعتز بديني]

لها أون لاين
أتاحت ثورة المعلومات والتطور الهائل في التقنيات، تغيرات كبيرة في حياة المجتمعات، وكان من أهم هذه المتغيرات إتاحة مجالات جديدة في سوق العمل، تعتمد على المعلومات والمهارات في مجالات البرمجة والتقنية، الأمر الذي أدى إلى تغير في الشكل التقليدي لأماكن العمل، وأصبحنا نسمع عن تزايد أعداد الشرائح والفئات التي تقوم بأعمالها عن بعد. هذا التطور في مجالات العمل أثبت فائدته الكبرى في حالة النساء العاملات، اللائي يطمحن دائماً إلى صيغة تمكنهن من الجمع بين العمل ورعاية أُسرهن، وحل الكثير من مشكلات المرأة العاملة.
لكن وللأسف الشديد لم يتم استغلال هذا التطور في بلادنا الإسلامية بشكل فعال، لعدد من الأسباب، أحد أهم هذه الأسباب هو عدم تأهيل المرأة في مرحلة الدراسة، للتفاعل مع مثل هذا النظام، ومن ثم فإن المخرجات التعليمية النسائية ليس لديها المهارة في التعامل مع هذا الأسلوب في العمل، ومن ثم تفشل كثير من النساء عندما تخوض هذه التجربة في العمل، وتحتاج إلى إعادة التأهيل من جديد؛ حتى تتمكن من العمل بفاعلية ضمن هذه المنظومة الجديدة.
لذلك فنحن في حاجة ماسة لتطوير مناهج التعليم النسائية، بما يتوافق والتغيرات التي شهدتها المجتمعات خلال السنوات الأخيرة، والقفزات الكبيرة في مجالات التقنية؛ مما يساعد المرأة على العمل بمهارة، ضمن هذه الأساليب الجديدة دون أن تضطر للخروج من منزلها.
لقد وفرت شبكة الإنترنت والتقنيات الحديثة للمرأة العاملة وسيلة فعالة ليست فقط في التغلب على مشكلات العمل، بل وفي زيادة فعالية عملها. وأصبحنا أمام ظاهرة تتنامى باضطراد في العالم أجمع، وهي ظاهرة العاملات عبر الإنترنت، وهي إحدى تجليات ما يطلق عليه الاقتصاد الجديد الذي يوظف مجمل منجزات تقنية المعلومات والاتصالات، هذه النوعية من الأعمال التي لا تتطلب الخروج الدائم من المنزل، ولا التقيد بساعات زمنية محددة، قد حل الكثير من مشكلات المرأة، ومن ثم يجب أن تراعي المناهج التعليمية النسائية هذه التطورات، وأن تتماشى مع مجالات العمل الجديدة؛ حتى يمكن للخريجات العمل من خلال هذا السوق الجديد.