عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 29-04-2009, 03:26 PM   #10

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــلات .. و .. مــقـــامـــات .. !

عبدالله ناصر الفوزان



مسلسل طاش ما طاش الصحفي (29)
حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير


إبراهيم.. أو (بْريه).. كما يحلو لأمه وأبيه أن يسمياه... في وضع صعب... له أكثر من شهرين وهو يحمل أباه من مستشفى إلى مستشفى... من قسم الطوارئ في ذاك المستشفى إلى قسم الطوارئ في المستشفى الآخر... وبعد الساعات والساعات من الانتظار المتعب الممل يتم فحصه على عجل... ويعطى الأدوية على عجل... أدوية للالتهابات وأدوية لتخفيض الحرارة... ويسألهم ما هو المرض... وكل يأتيه بجواب مختلف... وعندما يعود إلى المنزل ويبدأ في إعطاء والده الأدوية... تعاود الحرارة ارتفاعها... وتبدأ أعراض الحمى من جديد... شعور بالبرد... ثم عرق شديد... فيحمل أباه مرة أخرى لمستشفى آخر... ويحاول في كل مرة أن يقنع المسؤولين في أقسام الطوارئ بتنويم والده... لكن الإجابة دائماً... لا يوجد سرير فارغ.
بريه... يعمل بائعاً للخضار... على باب الله... كان قبل مرض والده يكافح كل يوم ليكسب ما يسد رمقه ورمق أمه وأبيه الذي هدّته الشيخوخة... أما بعد مرض والده فقد هجر (مبسطه) في سوق عتيقة في مدينة الرياض، وتفرغ لنقل والده بين عيادات الطوارئ الحكومية.
يوم أمس الثلاثاء أخذ والده لإحدى عيادات الطوارئ في مستشفى حكومي جنوب الرياض في الخامسة فجراً وهو ينتفض من الحمى... وظل فترة طويلة ينتظر الدور... ثم عاد به إلى البيت بعد عملية الإسعاف السريعة المعتادة قبل الظهر وأخلد الوالد للنوم بعد ذلك العناء الطويل، وذهب هو للمسجد. عندما عاد من الصلاة وجد الوالد قد استيقظ وعادت له أعراض الحمى فأصابه الهم والغم واحتار ماذا يعمل... هل يأخذه مرة أخرى لقسم الطوارئ وهو قد قدم للتو منه...؟؟
ظل يفكر فيما يمكن أن يعمله... هو يدرك أن الحل العملي تنويمه في المستشفى ليتم التعامل مع الحالة وفق الأصول وليتم التعامل مع حالات الحمى التي تعاوده بما تستحقه... ولكن كيف يقنع المسؤولين بذلك... راجع المسؤولين مراراً وتكراراً... وكلما نظروا لهيئته ولثوبه البالي الذي لم يغيِّره منذ أكثر من شهر اشمأزوا وصرفوه بأي كلام... وظل يفكر في حيلة يحل بها مشكلة والده... وفجأة ضرب بيده على الحائط وهو يقول وجدت الحل...
أخذ التلفون وطلب وزارة الصحة وقال لعامل السنترال إن لديه أمراً هاماً يستدعي محادثة فلان.. وسمى مسؤولاً كبيراً في الوزارة... فسأله عامل السنترال عن اسمه ليبلغ المسؤول فأعطاه اسماً له (شنة ورنة) فحوله عامل السنترال على المسؤول وحين حادثه ذلك المسؤول قال له (بريه) إنه يشتبه في أن والده مصاب بمرض (حمى الوادي المتصدع) ويحتاج إلى عناية كبيرة وهو لا يعرف كيف يتصرف ولأن وزارة الصحة مهتمة بهذا المرض فلعله يساعده في تحديد المستشفى المناسب لتنويمه فيه... فاعتذر المسؤول وطلب منه مراجعة أي مستشفى حكومي... وبعد قليل عاود الاتصال بمسؤول كبير آخر في الوزارة وقال إن لديه اشتباهاً في أن والده مصاب بمرض (حمى الضنك) ومرة أخرى اعتذر المسؤول الكبير الذي حادثه... فاتصل مرة ثالثة بمسؤول آخر وقال إن لديه اشتباهاً بأن والده مصاب بمرض (الكبد الوبائي)... وظل يتصل... وفي كل مرة يحدد وباء آخر من الأوبئة الخطيرة المنتشرة في المملكة، ولكن دون جدوى، إذ دائماً تكون الإجابة بأن يراجع أي مستشفى حكومي.
ثم تذكر أنه قرأ وهو في قسم الطوارئ في الصحف تصريحا منسوبا لوزير الصحة يؤكد فيه خلو المملكة من "مرض أنفلونزا الخنازير"، وأنه لم يتم تسجيل ولا حالة واحدة... ولأنه لا يعرف أي شيء عن هذه الأنفلونزا، فلم يعر الأمر أهميته في حينه... وظل يفكر لماذا صرح وزير الصحة بذلك.. لا بد أن هذا المرض خطير جداً... فلماذا لا أجرب... واتصل بوزارة الصحة... طلب مهاتفة المسؤول الكبير لأمر بالغ الأهمية وأعطاه الاسم ذا (الشنة والرنة) وحين وجد المسؤول الكبير على الجانب الآخر من الخط قال له بصوت مفجوع... الحقني... أرجوك... فهناك اشتباه بأن والدي مصاب بحمى الخنازير... فارتج على المسؤول وقال... وش تقول... أنفلونزا الخنازير...؟؟!! قال بريه... إيه... أنفلونزا الخنازير.. فقال المسؤول... يا ساتر...!! أنفلونزا الخنازير؟! وطلب منه مراجعة أكبر مستشفى في مدينة الرياض... وأعطاه اسم مسؤول كبير فيه وقال إنه سيهاتفه الآن كي يستقبله...
ذهب (بريه) بأبيه للمسؤول الكبير في المستشفى الكبير فوجد القيامة قد قامت هناك... الكل في انتظاره ووجد فريقاً طبياً متكاملاً يستقبله... وأخذوا والده على الفور إلى جناح كبير... وبدأت الفحوصات الدقيقة... وظل هو وأبوه محل اهتمام مدير المستشفى نفسه... وكانت وزارة الصحة برمتها على الخط دائماً مع المستشفى... ماذا حصل لوالد إبراهيم..؟؟ ما هي نتائج فحوصكم...؟؟ هل توصلتم إلى شيء بعد أخذ العينات؟.. أسئلة متلاحقة ساعة بعد ساعة من وزارة الصحة للمستشفى... واهتمام كبير من المدير وكامل الفريق الطبي... وبعد عدة ساعات من الفحوصات الدقيقة المتلاحقة خرج الفريق الطبي ومعه مدير المستشفى مبتسمين لإبراهيم يقولون أبشر أبوك ما فيه أنفلونزا الخنازير... فيه التهاب في إحدى الغدد... وسنبقيه لدينا عدة أيام تحت الملاحظة الدقيقة وسيخرج معافى إن شاء الله بعد أسبوع.

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس