[البادي]

هذه مقالة متميزة للكاتب الدكتور عبدالعزيز معتوق حسنين في جريدة عكاظ اليوم
حمى مرض إنفلونزا الخنازير
انتشرت معلومات خاطئة في مجتمعنا عن مرض إنفلونزا الخنازير، لذلك رأيت وضع النقاط على الحروف لمعرفة ما يجب عن حمى المرض من منطلق علمي صحيح ومن مصادر علمية موثوقة مثل منظمة الصحة العالمية ومركز التسيطر على الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية.
أولا: ما هو حمى مرض إنفلونزا الخنازير؟ الجواب سمي بهذا المرض رغم أنه ليس للحيوان الخنزير أي صلة، ولكن أعطي هذا الاسم نتيجة أن الفيروس المسبب للمرض هو أصلا فيروس إنفلونزا الخنازير، ولكنه تعرض لتغيرات في الحمض النووي، وأصبح مختلفا اختلافا كاملا. والخنازير تصاب بالزكام مثل الإنسان ولكن الفيروس الخاص بزكام الخنازير لا يصيب الإنسان بالزكام ونادرا جدا أن يصاب إنسان بالزكام من احتكاكه وصلته بالحيوان، وقد دون في سجل الطب عن إصابة الناس بالزكام من جراء مربي حيوانات الخنازير، ولكن عددهم قليل جدا ولم تحدث بينهم أي وفيات. أما هذا الفيروس الجديد الذي يتحدث عنه العالم فهو لا يأتي من احتكاك الإنسان بالحيوان ولكن يصاب الإنسان من مريض آخر مصاب بهذا الفيروس، وينتشر المرض الجديد من إنسان إلى إنسان رغم أنه لم ير في حياته حيوان خنزير، حيث إن بلادنا الغالية الذي دعا لها أبو الأنبياء: «رب أجعل هذا البلد آمنا»... تخلو من حيوان الخنزير هذا لا يعني أننا لن نصاب بهذا المرض؛ لأن المرض ينتشر من إنسان مصاب لإنسان آخر سليم.
ثانيا: ما هي أعراض هذا المرض؟ أعراضه هي مثل أعراض الزكام، حرارة، ألم في الحلق، آلام في الجسم، صداع، رعشة، تعب، وبعض المرضى قد يشكون من إسهال واستفراغ. كل هذه الأعراض قد تسببها حميات أخرى ولا تعني الإصابة بمرض حمى إنفلونزا الخنازير والدليل الوحيد للإصابة بهذا المرض هو التحليل المخبري لا غير.
ثالثا: في حالة أنك تظن بإصابتك بهذا المرض فماذا عليك فعله؟ إذا شعرت بأعراض الزكام عليك البقاء في منزلك، ووضع واق على فمك وأنفك مثل منديل الورق كلما أردت أن تكح أو تعطس ثم ألقي بمنديل الورق في وعاء النفايات وأغسل يديك بالصابون. هذا يحمي الآخرين من عدواك، وبعد خمسة أيام أن كنت لا تزال مريضا أعرض نفسك على الطبيب للفحص، وإن رأى الطبيب الضرورة يجري لك تحليلا مخبريا للمرض.
رابعا: كيف ينتشر مرض حمى إنفلونزا الخنازير؟ هذا المرض ينتشر مثل انتشار مرض الزكام، وقد ينتقل هذا المرض من إنسان قبل أن يشكو من أعراضه ولمدة سبعة أيام من بداية الأعراض هذا حسب ما جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية.
خامسا: هل هناك علاج لهذا المرض؟ نعم هذا الفيروس الجديد يتجاوب مع الأدوية المضادة للفيروسات مثل دواء «التامافلو»، لكن ليس كل من يصاب بهذا المرض يحتاج هذه الأدوية فقد يشفى منه أكثر من 90 في المائة من المصابين تلقائيا دون علاج مثل الزكام فلا خوف ولا حاجة للاضطراب والحمد لله.
سادسا: هل هناك لقاح لهذا المرض؟ لا لم يصل العلماء بعد لإنتاج لقاح الفيروس، حيث إنه جديد ولم يحتاج الإنسان لوجود لقاح قبل بدئه في المكسيك وإنتاج لقاح لهذا لفيروس قد يستغرق عدة شهور.
سابعا: في حالة أنني أخذت لقاح الإنفلونزا البشري العادي هل هذا يحميني من الإصابة بمرض إنفلونزا الخنازير؟ الجواب ببساطة لا؛ لأنه لا صلة بين إنفلونزا الإنسان وإنفلونزا الخنازير، حيث إن هذا الفيروس جديد لم يعرف عنه شيء في الماضي.
وأخيرا: كيف يمكن الوقاية من هذا المرض؟ وفقا لتوسيط مركز الدفاع عن الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية عليك غسل يديك بالصابون بانتظام، لا سيما بعد أن تسعل أو تعطس، وتجنب من هم مصابون بأعراض الزكام، ولا يوجد غير هذه النصائح والله هو الحافظ.
* استشاري الباطنية والسكري: 6721108

وشكراً