عبدالرحمن الشلاش .. الوطن .. !
هروب جماعي من المساجد
في أيام الإجازات القصيرة والطويلة.. وعطلات نهاية الأسبوع على مدار العام تكاد تخلو المساجد من الأئمة والمؤذنين.. والذين بدورهم يتمتعون بالإجازات التي يمنحونها لأنفسهم كاملة غير منقوصة ..على الرغم من تعاميم وزارة الشؤن الإسلامية وتأكيداتها المستمرة بعدم ترك المساجد لأي سبب من الأسباب ومهما كانت المبررات.. ولكن الإخوة وكالعادة يضربون بكل تلك النداءات الخجولة عرض الحائط كونها لا تحظى بالمتابعة من قبل فروع الوزارة بمناطق المملكة المختلفة ولا من مقام الوزارة والذي قد لا يرى في هذه التصرفات اللامسؤولة ما يدعو للغضب.. أو احتجاج الناس رغم الأضرار التي تلحقهم..والإهمال الذي يطال أماكن العبادة.
إمام المسجد والمؤذن يغادران عند حلول الساعة الأولى من أي إجازة حتى ولو كانت يوما واحد.. ليتركا الساحة رحبة للعمال الذين لا يحسنون قراءة القرآن وللأطفال الصغار كي يقوموا بالمهام من أذان وإقامة وصلاة.. ولتبدأ فصول مسرحيات لا يليق عرضها في بيوت الله من رفع الصوت عبر المكبرات وصراخ الأطفال وضحكاتهم التي يسمعها جميع من في الحي.. وتكسير آيات القرآن الكريم من قبل العمال.. والذين لا يجيدون قراءة آية واحدة.. ناهيك عن تدهور مستوى النظافة في المساجد طيلة أيام الغياب القسري.
العمال والأطفال الذين يتحملون المسؤولية في ظل غياب الأئمة والمؤذنين ربما تولوا المهام بتوصيات من أصحاب الشأن.. أو بتطوع منهم وهنا تكون الكارثة أكبر ففي كل وقت من أوقات الصلاة تتولى الأدوار وجوه جديدة..وفي ظل سباق محموم يصبح المسجد وجماعته حقل تجارب لكل من هب ودب.
الأئمة والمؤذنون موظفون لدى الدولة يتقاضون رواتبهم منها.. وتوفر لهم ولعائلاتهم المساكن المريحة.. فلماذا لا تتم محاسبتهم من قبل وزارة الشؤون الإسلامية.. والتي يجب عليها أن تضع حدا لهذا الهروب الجماعي.. ولو فكرت الوزارة بتعيين أئمة ومؤذنين متفرغين تماما فلربما كان أنفع وأجدى.. وخاصة أن أعداد الخريجين العاطلين من المتخصصين في الشريعة وأصول الدين بالآلاف.