تركي الدخيل ,.. الوطن .. !
أشهر شايب في العالم .. !
يمكنني أن أعتبر أشهر "شايب" في العالم بدون تردد هو الزميل (على رواية الصديق محمد السحيمي) كنتاكي، حيث تنتشر سكسوكته البيضاء في كل عاير من عواير العالم، حاملاً ابتسامته الشهيرة.
يبدو لكثير منا كنتاكي باشا، رجلاً ينتمي لأسرة عريقة في صناعة الأطعمة، أو أصيلة في تربية الدجاج، وربما كانت هذه النظرة متوفرة حتى لدى الدجاجات التي تنتهي حياتها وجبة في إحدى مطاعم الأخ الشايب، لكن القصة ليست كذلك بتاتاً. فقد طرق أشهر شايب في العالم أكثر من سبعين مطعماً يعرض عليهم شراء خلطته السرية، فلم يجد منهم إلا صدوداً وإعراضاً، وربما تريقة وسخرية.
السبعين مطعماً، التي حفيت رجلا كنتاكي وهو يدور عليها بحثاً عن الفرصة، لم تسمح للإحباط أن يتسرب إلى نفسه، ولا لليأس أن يتغلغل في داخله، ولا قال إنه يتعرض لمؤامرة، ولا اعتقد أن عدم قبول السبعين مطعماً لعرضه يؤكد أن من لا واسطة لديه لا يمكن له أن يصل ولا أن يفعل شيئاً، بل واصل حتى صنع اسماً بات يملأ العالم، وإن شنّ أنصار الأكل الصحي الهجمات تلو الهجمات على مطاعم الأكل السريعة.
لا يمكن لمن يبتغي النجاح أن ينتظر طريقاً مفروشاً بالورود، ومهللين ومرحبين بقدومه إلى عالم الناجحين، فقديماً قالت العرب:
لا تحسبن المجد تمراً أنت أكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
ولو بقي شاعرنا إلى يومنا هذا لاستبدل التمر بالشوكولاته، أو بالآيسكريم، لأنه سهل الأكل، ولو كان ذا سعرات حرارية عالية.
النجاح ليس مطراً يهطل علينا من السماء فجاءة في بلد جوها متقلب، ولا هو فطرٌ ينبت في الأرض من غير جذور، ولا حتى "فقع" أو كمأة تجود به السماء في الأرض مع المطر، بل هو نتاج عمل مضنِ، وصبر متواصل، وعلقم يتجرعه باغي النجاح مرة تلو أخرى، وقبل ذلك كله، محاولات ومحاولات، وفي كل مرة يجب أن لا تكون المحاولة غير المثمرة عائقاً للتوقف أو الملل أو الإحساس بالإحباط، أو تصور أن هذه نهاية الدنيا، واسألوا السيدة "النملة" فعندها الخبر اليقين... ولا ينبؤك مثل خبير!