صالح محمد الشيحي
المليونير الذي عاش فقيرا ومات فقيرا!
الدكتور عادل حامد، طبيب أسنان من الأردن، عمل في هذه البلاد لفترة من الزمن، وتحتفظ ذاكرته بقصة مليونير عاش فقيرا ومات فقيرا، بعث بها تعقيبا على مقالي قبل أيام الذي تحدثت فيه عن أولئك الذين يملكون الملايين دون أن يستمتعوا بها!
يقول الدكتور عادل حامد" أعرف رجلا بدأ حياته بتجارة الغلال والحبوب وكان هو من يقوم بإنزال أكياس الحبوب من الشاحنة إلى الزبون وعلى ظهره ويبدو أن كثرة التحميل والتنزيل أصاب الرجل بفتق في الخصية فأدى به إلى أن صار عقيما ولم ينجب.. بعد ذلك احترف بيع السيارات بالتقسيط لكل عسكري وموظف فجمع ثروة كبيرة!
يقول الدكتور: دخل هذا الرجل ذات مرة إلى أحد البنوك في الرياض.. وما إن شاهده أحد الموظفين في البنك وكان الوقت بداية الدوام وشاهد حالته المزرية، بادر بالتصدق عليه بعشرة ريالات.. فما كان منه إلا أن وضعها في جيبه.. وبعد فترة انتظار توجه إلى نفس الموظف ليستلم حوالة من أحد الفروع بقيمة تقارب المليون ريال.. طبعا أصابت الموظف صاعقه جعلته لم يفهم ولم يستوعب الصورة.. فسأله: إذا كنت تملك كل هذا المال فلماذا إذن قبلت صدقة بعشرة ريالات؟! ـ فأجابه: "إنها رزق وجاني"!
في آخر أيامه مرض هذا الرجل مرضا شديدا، وتم تنويمه في مستشفى المحافظة التي يسكنها، ونصحه الأطباء بأن يراجع عاجلا مستشفى متخصصاً، ولكنه لم يقبل هذه النصيحة، وإنما قدم معروضا لكي يتم نقله وعلى حساب الدولة للعلاج في الرياض فهو لا يريد أن يدفع ريالا واحدا؛ لمعالجة جسمه من المرض، وحجته طبعا أن الدولة "عزيزة "!
لكن الرجل توفي وآلت جميع أمواله إلى ابن أخيه الذي كان مرافقا له وينصحه دوما بانتظار التذكرة الحكومية للسفر إلى الرياض!!.. وربما بذلك أراد تعطيل شفائه من مرضه الخطير ليعجل برحيله ومن ثم "يكوش" على الميراث و.. المال الذي لم ينفع صاحبه!!