عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 16-05-2009, 08:10 PM   #168

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــلات .. و .. مــقـــامـــات .. !

عبدالله المغلوث




"حرمة" في الطائرة!


"محمد، هل تجلس خلفك أي (حرمة)؟" سؤال يطلقه مضيف الخطوط السعودية، عصام كرصاصة باتجاه زميله الآخر حينما يلمح أي فتاة أو سيدة تدخل الطائرة. خلال أقل من ربع ساعة تحركت من مقعدي أربع مرات إثر تدفق النساء على الطائرة. المضيفون يصابون بحالة هيستيرية عندما يشاهدون سيدة سعودية أمامهم تجلس بجوار رجل. فيتطوعون بعرض مقاعد بديلة لهن حتى قبل أن يسجلوا اعتراضا على مقاعدهن الأصلية. فقد فصلوا شابا عن زوجته ليضعوا محله فتاة أخرى. فكلما ازداد عدد النساء في الطائرة ازدادت الفوضى فيها. رجل طاعن في السن طلبت منه المضيفة أن ينتظر طويلا واقفا، وهو متكئ على ابنه؛ لأن مقعده فرض عليه الجلوس بجوار فتاة. الفتاة أشفقت على الكهل فسمحت له بالجلوس بجوارها، بيد أن المضيفة المغربية كشت كلمات المسافرة مرددة (لا) ثلاث مرات، ثم قالت: "عليه أن ينتظر حتى نجد حلا آخر".
ظللنا ـ ركاب طائرة الخطوط السعودية المتجهة من الدمام إلى الرياض الأسبوع الماضي ـ نتابع هذه الفيلم الكوميدي الذي تحول إلى درامي في آخر لحظاته حتى أغلقت الطائرة أبوابها. مهندس هندي يجلس بجواري وصف الفيلم الذي تابعناه معا بكلمتين:"إنه مضحك".
لم تقتصر المشاهد الكوميدية على الأحداث التي جرت على الأرض. فالكوميديا استمرت ونحن في كبد السماء. فقد أرهق مسافر أنيق المضيفة بأسئلته. تارة يسألها عن موعد الوصول. وتارة أخرى يسألها عن جنسية قائد الطائرة. وكلما مرت بجواره وهي تركض كبح جماحها سائلا: "ماء لو سمحتِ" أو "هل لديكم تفاح؟". ظل طوال الرحلة التي تمتد إلى نحو ساعة مشغولا وشاغلا المضيفة بأسئلة وطلبات أثارت ضيقها وضيق كل من تسنى له الاستماع إليه. وقبل هبوط الطائرة بأقل من خمس دقائق عرقل السائل مضيفا آخر مر بجانبه بسؤال أخير: "أين زميلتك، لماذا اختفت؟". فأجابه المضيف مازحا: "اضطرت إلى القفز من الطائرة هروبا من أسئلتك".
ولم تخلُ رحلة العودة من الرياض من مواقف مشابهة. فقد نشب مسافر ليس في حلق المضيفة هذه المرة كما في رحلة الذهاب بل في حلق مسافرة جلست بجوارنا. سألها أن يستعير الصحيفة التي تتصفحها. فرفضت بذريعة أنها تقرأها في هذه الأثناء. وكرر الطلب مرتين قبل أن تضعها في جيب المقعد الذي أمامها. سحبها من جيب المقعد كلص. وأخذ يكتب أعلى ترويستها بحماسة رقم جواله بخط عريض قبل أن يودعها في حضنها وسط امتعاضنا.
أكاد أجزم أن المشاهد، التي رصدت بعضها أعلاه لا تندلع إلا في طائراتنا السعودية التي أصبحت مصنعا لأفلام سينمائية كوميدية لم تستثمر بعد.
إن هذه المشاهد رغم أنها تفجر ضحكا غفيرا من شفاهنا إلا أنها في نفس الوقت تعمق جروحا غائرة في أعماقنا لأنها تجسد تخلفنا أمامنا والعالم.
فالفوضى وتغيير المقاعد والتحرش لا تعكس أي مظهر حضاري في حافلة على الأرض فكيف في طائرة تعانق السحاب.
إذا كان لخطوطنا ونسائنا أي اعتراض على أي مقعد فليتم حسمه قبل أن نركب. فقد سئمنا من الوقوف طويلا، ومن الانتظار طويلا. وحان الآوان لنقلع، ونسرع.

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس