رد: مـــقـــلات .. و .. مــقـــامـــات .. !
تركي الدخيل .. الوطن .. !
سيجارة في يد الإمام!
قبل أكثر من عشرة أعوام كان أحد الزملاء الصحفيين يرافق فريق الهلال الكروي الذي كان يلعب في ستاد ازادي في طهران أمام أحد الأندية الإيرانية. كان صاحبنا كعادة معظم الصحفيين، يتعاطون مع السجائر باعتبارها جزءاً من مقومات الكتابة. يقول صاحبنا: كنا في المنصة، وجلس إلى جانبنا شيخ معمم، يرتدي الزي الديني، كث اللحية، وعندما تحرك النيكوتين في دمي، طالباً سيجارة، لجمت رغبتي بضرورة التأدب في حضرة رجل دين يجلس إلى جانبي، بخاصة وقد أكبرت حضوره إلى الملعب، في الوقت الذي يقدم المتدينون لدينا الكرة على أنها ضرب من ضروب اللهو. يواصل: وكلما ازدادت حرارة المباراة، زادت رغبتي في التدخين، وما إن وصلت إلى مرحلة صعبة، حتى أخرج الشيخ الذي يجلس إلى جواري علبة سجائر من جيبه، وقبل أن يخرج سيجارته رميت نفسي عليه بغية خدمته لأشعل له سيجارته من ولاّعتي، ولولا الحياء لقبلت رأسه، لأنه أعطاني الفرصة لأدخن دون أن يدري!
في ذات العقد، كان صديق لي يعلق على والده الذي كان يصلي في مسجد قريب من شقتهم في القاهرة، وفجأة توقف الوالد المحافظ عن التردد على المسجد، وبات يصلي في الشقة، بعد أن كان يلوم أبناءه ويقرعهم على عدم الصلاة في المسجد، ولو كانوا مسافرين!
تعجبت الأسرة من سلوك الأب المفاجئ، وبعد أن ألحوا عليه، قال لهم إنه رأى إمام المسجد بعد أحد الفروض يدخن سيجارة في الشارع، فأصبح في نفسه شيء من الصلاة خلفه!
تذكرت هذه القصص، وأنا أتابع المقابلة التي أجراها موقع العربية.نت مع حسين الخميني، حفيد زعيم الثورة الإيرانية، وحملت آراء جريئة له ضمنها ضرورة فصل الدين عن الدولة، مشككاً في الانتخابات الرئاسية الإيرانية لأن الحكومة هي التي تحدد من يفوز فيها ومن يخسر!
صورة حفيد زعيم الثورة الإيرانية، كانت وهو يحمل سيجارة في يده، ولم يعجب هذا المشهد البعض فانتقص من صاحبها لأنه يحمل سيجارة!
مشكلة بعضنا أنه يريد أن يعمم رؤية والده أو إمام حارتهم، أو شلته التي يراها بشكل ليلي، على العالم كله، دون محاولة مراعاة الفروقات، أو فهم الثقافات، معززاً نظرية: أنا ومن بعدي الطوفان!
|