عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 02-06-2009, 10:55 AM   #224

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــلات .. و .. مــقـــامـــات .. !

علي سعد الموسى



حول إدارة المال العام في الميزانية


بحسب الأخبار الواردة بالأمس من مجلس الشورى الموقر فإن أعضاءه الكرام قد ضربوا كفوفهم في بعضها في حالة تصفيق غير مسبوقة في تاريخ المجلس بعيد إقرار الموافقة على توصية حول (إدارة المال العام) لموازنة الدولة التي يرى أعضاء لجنته المالية أن هذه الإدارة البيروقراطية لا تفي بالأبجديات الأساسية للنظام المحاسبي والإداري في إدارة المال العام، وكما أن للشورى حسبته في إدارة المال العام، فإن للمواطن أيضاً حسبته في المقابل لحجم هذا المال: عدد أيام العام مضروبة في الملايين اليومية من براميل النفط مضروبة في السعر المتوسط التقريبي بصاحب الفخامة الدولار ومضروبة، أخيراً، في سعر التحويل إلى الريال. أعرف أن هذه حسبة ابتدائية ولكنها أخيراً مثلما قالت – البدو – (حول حكا) ومن سيصل إلى الرقم الناتج فسيدرك أن مشكلتنا على الدوام تكمن في إدارة الطفرة وأننا في بعض الحالات، وبالتجربة، نستطيع تدبير أمورنا في أوقات العجز والاستدانة أفضل من قدرتنا عندما نكون في وفرة وطفرة، ومرة أخرى سأحيلكم إلى المثل الشعبي (يا حظ من ماله قليل وضمّه) لأنني مؤمن بأنه أكثر ملاءمة لقدراتنا الإدارية على إدارة ما يسمى مجازا بالمال العام. ومرة أخرى، أرجو ألا تنتقدوني إن استخدمت الأمثال الشعبية ولغة "البدوان" في نقاش موضوع عصابي عصيب وتقني مثل مصطلح إدارة المال العام لأنني أحمل على مسؤوليتي تأويلي الخاص للتوأمة الاصطلاحية ما بين النقيضين وهو ما أعدكم بالحديث عنه في مقام قادم من الزمن، ولكن أين لب مشكلتنا مع ضخامة المال العام تلك التي لا أراها حين نكون منه في عوز وقلة؟ ومرة أخرى سأحيلكم إلى القصة الشعبية، فلست ولله الحمد عضو لجنة الشورى المالية حتى أرهق نفسي بالأرقام والمعادلات الإحصائية. الفارق بين ضخامة المال العام وبين قلته كالفارق في سلوك العائلة عندما تكون بالخيار بين ذبيحة سمينة وبين كيلو لحمة من محل الجزار المجاور. في حالة الذبيحة الكاملة يصبح الهدر وارداً وهم يطبخون ربعها في الليلة الأولى بلا مبرر فلا يصبح للحم والمرق نكهة ومذاق وتنقضي الذبيحة دون الإحساس بالنعمة. في الحالة الثانية، يصبح توزيع كيلو اللحمة أكثر عدالة بين أفراد العائلة، ناهيك عن حرص كل فرد منها على حصته حتى ولو (بالجرام) وكأنهم أمام سبيكة ذهبية. في حالة الذبيحة، ينهش كل فرد من طرفه ما لذ له ولكن بلا لذة وفي حال "الكيلو" تصبح اللقمة عسلاً لا ينسون معه حتى إن يدقوا مخ العظم. ألم تروا أنني أسرفت اليوم في المقارنة بين إدارة المال العام وبين حكاياتنا وأمثالنا الشعبية؟

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس