جهير بنت عبدالله المساعد .. عكاظ .. !
أهلا.. فخامة الرئيس!
أهلا بالرئيس المدهش الذي أدهش العالم يوم أن تولى حكم أمريكا!
فعلى مدى سنوات الانتخابات للرؤساء الأمريكيين السابقين لم يندهش العالم مثل دهشته بفوز الرئيس أوباما!! ويوم أن تقدم إلى كرسي الرئاسة كان يمشي في كل خطوة يخطوها على أنظار الاجتماعيين والسياسيين والاقتصاديين والأكاديميين وحتى طلبة المدارس الابتدائية والمتوسطة. كانت كل تحركاته تحت أبصار المراقبين وملء أسماعهم! ليس لأنه سوف يحكم أقوى دولة في العالم بل لأنه (الرمز) لمرجعية تاريخية طويلة عاشها إنسان الأرض يصارع من أجل البقاء. ونتج عن هذا الصراع انقسام الطبقة الأرضية إلى قسمين أرض الملونين وأرض البيض! إلى أن جاءت الحضارة الإنسانية تحت رداء الأديان السماوية تؤلف بين الناس وتطمس الفوارق، ووجدت من يقوم بالرسالة من أجل الحفاظ على الجنس البشري في إنسانياته وليس في ألوانه أو أشكاله. الرئيس أوباما يحمل على أكتافه عبء التمثيل التاريخي فهو يمثل الكفاح الإنساني ضد العنصرية البغيضة التي فرقت بين الناس وفق ألوانهم! ويمثل أيضا أمريكا الحديثة القادمة التي تبشر بمبادئ العدالة والإنسانية والعلم المتنور! إنها المرحلة الفاصلة التي تصنع القوة والبطش والاستبداد خارج نطاق الحلم الأمريكي المتطلع إلى المستقبل، ولا يحاسب الرئيس أوباما لأنه كان محط الأنظار يوم صعوده للرئاسة، لكنه يحاسب على أقواله وأفعاله ماذا يمكن أن تضيف له ولبلده وللعالم من إضافات قيمة ومجدية لخير الإنسانية.. تعطيه لقب (الرئيس) عن استحقاق! وتضفي عليه (الزعامة) عن جدارة تؤكد عمليا.. قدرته على إحقاق الحق ونصرة السلام! اليوم يحل الرئيس الأمريكي ضيفا! وقد يرى الكثيرون في أمريكا «أم الآثام» التي قلبت النعيم الإنساني إلى جحيم!
لكننا لا نتصور العالم دون أمريكا!! وعلينا أن نعترف بفاعلية وجودها وليس مهما أن نعترف بمشاعرنا تجاهها حبا أو كرها فهذه لا تعني أحدا حتى أوباما نفسه!! بقدر ما يعنيه ويعنيهم ماذا نريد بالضبط؟ وليس صحيحا أننا لا نريد شيئا بل نريد أشياء وأشياء لا نطلبها إحسانا.. إنما نأخذها لأن واجبه أن يعطيها! ولن نقول له: أعطنا فلسطين بل نقول: أعطنا حقنا في تقرير المصير كأمة سلب الأعداء قدسها! ولن نقول: ارموا إسرائيل في الطين بل نقول: انظر إلى أشلاء أطفالنا في غزة أين رمتها إسرائيل!
ونحن لا نطلب أن يكون أوباما أحن علينا من حزب الله، والقاعدة، وحماس، وغيرهم الكثير إنما نطلبه أن لا يعتبر شعوبنا العربية كلها مغرمة بالدماء! أهلا بالرئيس الزعيم.