ضجيج
أدخل لذاك الضجيج المنبعث من الساحات
لأجرب أن أتكلم
فهنا صوتي لن يسمع
وهنا وجهي لن يعرف
فجأة
تمسك ذراعي
تشدني لها
لا أعرفها
ولم أرها من قبل
نظراتها لي غريبة
تلاحقني كظلي
فأستسلم لها
وأعلم أني لن أستطيع الهرب
ولكن ماذا أفعل؟؟؟؟
عينيه
"هل تسمحين لي؟؟؟"
قالها لي
رأيت في عينيه بحراً قاتما كزرقة مشاعري ورأيت بها أمواج تتلاطم
في حركة جفنيه تناغم يذكرني بموسيقى هادئة
خلق جواً من الغموض الآسر ومن السيطرة القاتلة
تباطأت لدي حركة الكون
وشعرت بعينيه تشدني إليها
يهزني برفق
" هل أنت بخير ؟؟"
لأستفيق مبتعدة عن طريقه
حتى يستطيع المرور
فنجان القهوة
كتاب ملقى فوق أوراق بالية
صمت لا أستطيع معه سوى أن أشرد بأفكاري لذلك المتمرد
أحاول أن أتحدث فأجد صعوبة بما سأتحدث؟؟؟؟
أفتح كتاب قرأته منذ عام لأجد بداخله ورقة
ورقة صغيرة بيضاء
بالية مهترئة
كُتب عليها بقلم أحمر
وخط ركيك متكسر
"سامحيني
فأنا المذنب"
أطبق ذلك الكتاب وأذهب لأرى
إن كانت بقية أسرار حياتي في كتب أخرى
أغبياء
تقف بكل ثقة
قوية متمكنة
نظراتها صلبة قاسية
أمامي تتحدث والجميع ينصت
وجوههم كمقابر حفرت عليها كلمة واحدة
" نحن أغبياء "
أفواههم فاغرة كالبلهاء
فتنظر لهم بعين الازدراء
لأجد أنني أنظر إلى نفسي في تلك المرآة
كذبة
"أحبك "
تتألق عينيها وتحمر خجلا
فتخفض رأسها حياء منه
" لا تخجلي مني "
فيكبر الخجل
ويزيد الاحمرار
لتخطف نظرة إلى ساعتها
تشهق
" لقد تأخرت "
أسمع صوت كعب حذاءها
كوقع موسيقي
وما أن تختفي تلك الابتسامة الصفراء
يرن الهاتف
" أنتظرك "
لتتكرر المأساة
" أحبك "
لتخجل ثاني فتاة
أرجع رأسي إلى الوراء
لأرى نظرات حارقة
لأهرب حتى
لا أكون ثالث فتاة
نقطة انتباه
ترتصف عقارب الساعه
لتشير إلى رقم أكرهه
وأظل أحدق في نفس النقطة
تجري أفكاري سابحة تتوالد أفكار أخرى
لأظل أحدق في نفس النقطة
تتجول كلماتي لتقرر في أي قاموس ستبحر
احساس بالوحدة يقتلني
لأسمع صوتاً يدفئني ..
صوت اشتاقت سماعه
ليقول لي ويهمس في أذني
أحبك حب يقتلني
فأكبري على ظنونك وأوهامك
وعودي كما كنت بسمة مشرقة
لن يفهمني
كيف أعود وأنا حبيسة لبرودته
كيف أعود وأنا حبيسة لهذا الليل الطويل
لهذا الجليد المانع له بالتسلل إلى قلبي
لماذا هذا الشعور المنهك
أهي قسوته وعاطفتي؟؟؟
أم قسوتي وعاطفته ؟؟؟