
فادية بخاري .. المدينه .. !
«أسوار2».. عندما يصبح «المجتمع السعودي» بلا إيجابيات
يعتبر «الإعلام» الممثل الأول للواقع الاجتماعي بشكل لا مثيل له، وعن طريقه يتم نقل (صور ذهنية) لعقول المشاهدين عن ذلك المجتمع، أو تلك الدولة. وبالرغم أن (الواقع) الذي يمثله الإعلام قد يشوه (الواقع الحقيقي) متأثرًا بظروف ذاتية وخارجية، إلاَّ أن الجماهير في النهاية لا تدرك ذلك.
تطالعنا إحدى القنوات العربية مؤخرًا بمسلسل «أسوار» الذي يفترض أنه سيصور واقع (المجتمع السعودي) بطريقة جديدة. وتقوم البنية النصية للمسلسل بتصوير (نمطية حياة المجتمع السعودي) عن طريق طرح عدد لا متناهٍ من السلبيات والمشكلات مثل: مشكلة «أطفال الشوارع»، العنف الأسري، العنف الاجتماعي، الظلم، الاختلاس، التعامل مع العمالة الوافدة، ومع حاملي فيروس «نقص المناعة».. الخ.
والمسلسل بالرغم أنه طرح (قضايا) اجتماعية جديدة، إلاَّ أنه قام بإعطاء (واقع عنيف) مصغر للمشاهدين عن «المجتمع السعودي»، ففي الوقت الذي تسعى به جميع (الجهود الإعلامية) لتحسين صورة “المملكة العربية السعودية” عند الدول العربية والعالم أجمع، يعرض (المسلسل) واقعًا اجتماعيًّا (مشوّهًا) يقدم السلبيات بطريقة عشوائية، ويهمّش بالكامل (الإيجابيات) و(الخيرات). بالإضافة لذلك فإن (المسلسل) ساعد بتكريس الصورة النمطية عن (المرأة السعودية) وكونها مقهورة ومظلومة، وتجاوز بالكامل عن دور المرأة الإيجابي في الوقت الحالي.
من الضروري أن يبدأ القائمون في صنع (الدراما السعودية) برسم صور ذهنية إيجابية عن هذا المجتمع من خلال تحقيق التوازن الدرامي بذكر الإيجابيات والصور المشرقة والنماذج الإنسانية المشرفة، مع ذكر السلبيات ودمجها بالحلول المناسبة لها.