عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 19-06-2009, 04:04 PM   #318

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــلات .. و .. مــقـــامـــات .. !

علي سعد الموسى



فوزي: للذين يبحثون عن السعادة

يعمل ـ فوزي ـ راعي أغنام بمزرعة نائية عن أي وسم أو رسم. يعيش هذا الآسيوي حياة القرن العاشر تحت شمس القرن الحادي والعشرين. معزول عن كل وسائط الاتصال. سنوات تمر عليه دون أن يضغط بأصابعه دائرة إلكترونية إلا من مفتاح ـ اللمبة ـ الصفراء فوق رأسه قبيل النوم بدقائق بعيد صلاة العشاء. لا يقرأ صحيفة ولا يستمع لمذياع ولا يعرف على الإطلاق منذ عشر سنين أي قديم أو جديد عن شاشة فضائية. وبكل اختصار يختصر القصة:
إذا ما حسبتم سكان الأرض من مليارات البشر فاطرحوا اسمه من العدد، لأنه لا يعيش على هامش العصر فحسب، بل رقم فردي جاء إلينا متأخرا من عشرة قرون خلت.
يبرهن ـ فوزي ـ أن للحياة طريقاً غير المال والجاه والمنصب والشهرة وأن للسعادة وراحة البال طريقاً أقصر وأبسط وأجمل مما نتخيل.
تعالوا إليه. شاهدوا وضوءه وصلاته. استمعوا إلى حديثه عن رحلة الحج كأعظم الأحداث لأن الحج لديه كل الذاكرة. يصوم رمضان، وبالطبع معفى من ركن الزكاة فماذا تبقى لديه: لا يغتاب أحدا ولا يتقاطع في حياته فرد كي يجتمع به على غيمة. لا تلمح عيونه في عزلة المكان خيال امرأة. لم يظلم أحدا لانعدام الفرصة وبالطبع لم يتعرض لقسوة ظلم وهو يعمل مع كفيل شهم يؤثره على ابن خاله وأخيه. يصحو باسما وكأنه في العقد الثاني رغم أنه على مشارف الخمسين. كل العالم من حوله مجرد بضع أغنام وبعض الأشجار المتناثرة. ينام قرير العين بلا هواجس حين هرب من خريطة الأرض أو هي هربت منه. لا يعرف فوزي شيئا عن أنفلونزا الخنازير. لم يسمع أبدا عن أزمة المال. لم يشاهد صورة أوباما ولم يقرأ خارطة الطريق. لا يقلق على ابن في مجتمع به من الوحوش ما يشيب له الرأس ولم يفكر كيف يتحول المرتب إلى ثروة وأرض وعمارة. لم تصل لأذنه تسجيلات بن لادن ولم يرتفع ضغطه لمحاورين لقناة الجزيرة. لا رأي له بقيادة المرأة للسيارة ولا ينتظر على أعصابه حجزا على طائرة. وفي المظهر، تبدو حياته كل هدوء الأموات وفي المخبر كل سعادة الأحياء التي إذا وزعت على مرضى الضغط لشفتهم. فتي حتى لتكاد تقول: مثل يوم ولدته أمه. يضحك حتى لتكاد تقول: كم هم الذين يضحكون مثله، وكم هي الحياة بالفعل حتى لا نكون مثله؟
تشاهده فتقول: ظلمته الحياة. تعيش معه فتكتشف كم أعطته حتى الكمال وحد الروعة.

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس