حليمة مظفر
بين "لطمة" لذبابة و"ضربة" شمس لمسنة
كان طبيعياً، أن ينهي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بـ"لطمة" قاضية حياة ذبابة حشرية تسللت "خلسة" إلى البيت الأبيض، أزعجته خلال لقاء تلفزيوني مع قناة "سي إن بي سي"، وما فعله الرئيس الأمريكي اعتبره بعضهم قسوة. وكما نشر بجريدة الرياض يوم الجمعة الماضي أن (بيتا) أو منظمة "أناس من أجل المعاملة الأخلاقية للحيوانات" قد غضبت من تصرف أوباما مع "الحشرة"، ولهذا قررت أن ترسل له ما يثبت فعلته، وإرسال آلة تسمح بالتقاط الذباب لإطلاقه في الخارج بدلا من قتله.
هذا الخبر "الممتع" الذي يظهر موقف المنظمة تجاه حقوق الحيوانات ولو كانت حشرية كـ"الذبابة" وتعلن مواقفها بشكل عاجل ولو ضد رئيس أقوى دولة في العالم؛ سبقه خبر "مرّ" نشر خلال الأسبوع الماضي بجريدة عكاظ، ولم نر بعد نشر الخبر موقفا حاسما من وزارة الصحة تجاه المتسببين فيه، ولم نسمع صوتا حاسما لهيئة حقوق الإنسان، بعد أن شاهدنا الخبر بصورة مثيرة للألم لامرأة مسنة مريضة بالفشل الكلوي بقيت نتيجة الإهمال في مستشفى حائل العام لفترة طويلة تحت الشمس الحارة دون مبالاة الممرضات بها، ثم "تأتي الشعرة التي قصمت ظهر البعير "ممثلا بعذر واه صرح به الناطق الإعلامي بالشؤون الصحية، يفيد بأن ابن المريضة طلب منهم وضع أمه تحت الشمس لأنها تعاني من برودة!!.
ـ ما شاء الله ـ فيما يبدو أن أطباء مستشفى حائل وإدارته تبادلوا الأدوار مع ابن المريضة، وربما توصلوا لعلاج البرودة بلهيب الشمس الحارة ليوافقوا على استشارة ابن المريضة، ولكنه "عذر أقبح من ذنب"، لمجرد إخلاء مسؤوليتهم من استهتارهم بما فعلوه بالمسنة المتعبة، وليس بغريب أن لا نسمع صوتا تجاه ذلك، فالمسؤولون مشغولون بأعباء أخرى غير معاناة المواطن من استهتار بعض الإدارات الحكومية والمستشفيات.
هكذا ببساطة، أخبار "ممتعة" وأخرى "مرّة" نقرأها كل يوم في صحافتنا، ثم نتساءل: لماذا صوت المواطن مبحوح لا يسمع؟.