بَعْض فوائد سُورَة الفاتِحة
بَعْض فوائد سُورَة الفاتِحة
بسم الله الرحمن الرحيم
( الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين )
هذه الآيات الثلاث تضمنت ثلاث مسائل :
( الآية الأولى ) : فيها المحبة ، لأن الله منعم والمنعم يحب على قدر إنعامه .
والمحبة تنقسم على أربعة أنواع :
محبة شركية وهم الذين قال الله فيهم : ! ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) ! إلى قوله : ! ( وما هم بخارجين من النار )
المحبة الثانية حب الباطل وأهله وبغض الحق وأهله ، وهذه صفة المنافقين .
المحبة الثالثة طبيعية وهي محبة المال والولد ، إذا لم تشغل عن طاعة الله ولم تعن على محارم الله فهي مباحة .
والمحبة الرابعة حب أهل التوحيد وبغض أهل الشرك وهي ،
أوثق عرى الإيمان ، وأعظم ما يعبد به العبد ربه .
( الآية الثانية ) : فيها الرجاء .
( والآية الثالثة ) : فيها الخوف .
( إياك نعبد ) ! أي أعبدك يا رب بما مضى بهذه الثلاث : بمحبتك ، ورجائك ، وخوفك . فهذه الثلاث أركان العبادة ، وصرفها لغير الله شرك .
وفي هذه الثلاث الرد على من تعلق بواحدة منهن ، كمن تعلق بالمحبة وحدها أو تعلق بالرجاء وحده أو تعلق بالخوف وحده ، فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك .
وفيها من الفوائد الرد على الثلاث الطوائف التي كل طائفة تتعلق بواحدة منها ، كمن عبد الله تعالى بالمحبة وحدها ، وكذلك من عبد الله بالرجاء وحده كالمرجئة ؛ وكذلك من عبد الله بالخوف وحده كالخوارج .
( إياك نعبد وإياك نستعين ) ! فيها توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية !
( إياك نعبد ) ! فيها توحيد الألوهية ، !
( وإياك نستعين ) ! فيها توحيد الربوبية
( اهدنا الصراط المستقيم ) ! فيها الرد على المبتدعين .
وأما الآيتان الأخيرتان ففيهما من الفوائد ذكر أحوال الناس .
قسمهم الله تعالى ثلاثة أصناف : منعم عليه ، ومغضوب عليه ، وضال .
فالمغضوب عليهم أهل علم ليس معهم عمل ، والضالون أهل عبادة ليس معها علم ، وإن كان سبب النزول في اليهود والنصارى فهي لكل من اتصف بذلك .
الثالث من اتصف بالعلم والعمل وهم المنعم عليهم .
وفيها من الفوائد التبرؤ من الحول والقوة ، لأنه منعم عليه ، وكذلك فيها معرفة الله على التمام ونفي النقائص عنه تبارك وتعالى . وفيها معرفة الإنسان ربه ، ومعرفة نفسه ، فإنه إذا كان هنا رب فلا بد من مربوب ، وإذا كان هنا راحم فلا بد من مرحوم ، وإذا كان هنا مالك فلا بد من مملوك ، وإذا كان هنا عبد فلا بد من معبود ، وإذا كان هنا هاد فلا بد من مهدي ، وإذا كان هنا منعم فلا بد من منعم عليه ، وإذا كان هنا مغضوب عليه فلا بد من غاضب ، وإذا كان هنا ضال فلا بد من مضل .
فهذه السورة تضمنت الألوهية والربوبية ، ونفي النقائص عن الله عز وجل ، وتضمنت معرفة العبادة وأركانها . والله أعلم .
للشيخ محمد بن سليمان رحمه الله تعالى
منقول

للتبرع بمبلغ 10 ريال
ارسل رسالة فارغة إلى الرقم
STC & Mobily
5565
|
|