عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 24-06-2009, 06:31 PM   #10

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــلات .. و .. مــقـــامـــات .. !

اعتدال عطيوي .. المدينه .. !
.
.
الكرسي!!
.
.
ان الكرسي عاطفي بذاكرة حديدية فهو يشهد الكثير من أدق واعمق التفاصيل في حياة الافراد والأمم! ولكنه الصامت الابدي لانه لو تحدث لاختلت كثير من الموازين.
هل خطر في ذهنك يوماً ان تتأمل في هذه الاداة الاساسية في حياتنا منذ أزمان بعيدة فمن لا يجدها في منزله فهي تنتظره في عمله او في المقهى او عند الاصدقاء.
ونجلس عليها وتسمع منا كل عجائبنا وتشهد بهجتنا وانكساراتنا وتصارعنا دون ان نعيرها اهتماماً انه الكرسي اقدم اختراعات الانسان والذي يشهد اهم الاحداث في حياتنا دون ان ندرك.
انه ليس اداة فحسب بل قصة حياة كاملة بدأت بشجرة في اقاصي الارض وانتهت اليك في قولبة جديدة وصيغ مختلفة تعايشك في كل مراحل حياتك في صمت.
ولا يغرنك ان الكرسي اداة بسيطة كما يبدو للوهلة الاولى لكنه في حقيقة الامر اداة طبقية بامتياز. فهذه كراسي الاباطرة والقياصرة تسكن المتاحف مجللة بجواهرها وذكرياتها تحكيها للزائرين.
وهذا كرسي بواب العمارة الذي تناقلته الايدي والدور ينتظره بعد العناء اليومي وتلك كراسي المدراء من افخر الجلود ورغم ذلك تغير سنوياً وهذه كراسي الموظفين المتناقلة بين الاجيال حتى تشكت منهم وطالبوا بتغييرها وسكن طلبهم في اعماق الادراج كما قد يسكن الكرسي عتبة مهترئة او بيتا من التنك ويعاني اهوال الحر والقر بينما يسكن اخوه ابن أمه وأبيه قصراً منيفاً يتكئ على شرفة فسيحة يراقب البحر، وللكراسي تاريخ طويل مع الانسان قد يحمل الكثير من الصور المغايرة فقد يهدهد راحته في جهة وقد يولغ في عذابه في جهة اخرى.
فكما يوجد كراسٍ للاسترخاء والتدليك والموسيقى هناك اخرى للتعذيب المريع احتفظت باهوالها والاقبية والتواريخ السوداء.
وللكراسي ادواره الاجتماعية المؤثرة فهذا كرسي العلم الذي يتهيب الكثيرون من ارتقائه ويترددون امامه طويلاً لانه وجه آخر للجهد المتواصل وانكار الذات.
وهناك كرسي المنصب الذي يجري خلفه معظم البشر وقد يتركون تحت اقدامه انسانيتهم وكرامتهم بل ما هو اهم منه بكثير متجاهلين ان الكراسي ليست تملكاً دائماً بل تداول قائم وهي سنة الحياة.
وبعض الكراسي لها تاريخ طويل مع اسقام البشر حتى اتخمت بسيل العبارات بالابتسامات والترهات فهو باب الوصوليين والانتهازيين وهو يعرفهم ويعرفونه جيداً.
وقد أدمنت بعض الكراسي التهليل والتصفيق وسيل الخطب العصماء والنعوت الفخمة حتى اذا افتقدتها يوما انزوت في ركنها معتلة.
وصدقت بعض الكراسي بانها اذكى من في الكون وارقى واجمل من ارتكز على الارض وحين فاجأها الجديد في عقر دارها القوا بها في غياهب المخازن.
وهناك الكرسي المتحرك الذي يرفض باستمرار ويعامل بمرارة شديدة وكره يصل الى درجة العنف والايذاء ثم يقبل على مضض حتى يصبح صديقاً حميماً لصاحبه لا يتخلى عنه كما قد يفعل الكثيرون بينما يتمنى هو ان يتخلى عنه باسرع وقت ممكن.
كما للكرسي حالاته الانسانية المتغايرة فهناك الكرسي المبجل الذي لا يمل عن سماعه مهما هرف او خرف او جار أو انصف لاتفاق الجميع على عبقريته.
هذا الكرسي المتألم لرحيل صاحبه الذي شاركه عمره ورفض كل محاولات تغييره الا ان الورثة سارعوا للتخلص منه ففارق صاحبه وداره واصدقاءه. وهناك الكرسي الذي.. يقابل ثلة من الاصدقاء القدامى في السوق معروضة مثله للبيع فيتبادلون الاحاديث الى ان يأتي من يجمعهم او يفرقهم.
وهناك الكرسي المشرد الذي فقد عز الدور والقصور ودخل المقاهي فتعلم الصعلكة وشهد المدح والذم والانفراجات والأزمات.
ان الكرسي عاطفي بذاكرة حديدية فهو يشهد الكثير من أدق واعمق التفاصيل في حياة الافراد والأمم! ولكنه الصامت الابدي لانه لو تحدث لاختلت كثير من الموازين

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس