[هذيان]

عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف .. اليوم .. !



ساركوزي والبرقع

أتخيل الرئيس ساركوزي يلبس زوجته البرقع .. هذا الذي أقلق منامه , وضيق صدره لدرجة أنه ناقش أمر هذا البرقع في برلمانه. هذا البرقع الذي حلله وقيّمه العبقري ساركوزي انه إشارة للاستعباد وفي فكره وتقديره وظنه أن المايوه إشارة للتكريم , والميني جيب للعزة , والقصير الضيق للتقدير .. كما هي مضحكة تلك التصورات التي انطلقت من بلاد تتحدث عن الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية .. وكما انبهر بعض الخلق هنا وهناك .. فيما مضى وفي عهد شيراك أحرقوا الحجب وحجبوه بلا مراعاة لحرية ولا ديمقراطية ولا مبالاة لحقوق أو احترام للإنسان على أرض الموديلات, والصخب, والضوضاء الفنية, تلك الأرض الفرنسية التي بدأت منها معاناة المرأة حين تم إعلان حقوق الإنسان والمواطن، ذلك الإعلان الذي أصدرته الجمعية التأسيسية الوطنية في 26 أغسطس 1789، حيث يعتبر الإعلان وثيقة حقوق من وثائق الثورة الفرنسية الأساسية وتُعرَّف فيها الحقوق الفردية والجماعية للأمة.
الإعلان متأثّر بفكر التنوير ونظريات العقد الاجتماعي والحقوق الطبيعية التي قال بها مفكرون أمثال جان جاك روسو، جون لوك، فولتير، مونتيسكيو. وقد شكل الخطوة الأولى لصياغة الدستور الفرنسي، رغم أن الإعلان حدّد حقوق البشر دون استثناء ( وليس حقوق المواطنين الفرنسيين فقط ) على زعمهم .. ( وانتبهوا للجملة القادمة ) إلا أنّه لم يحدد مكانة النساء أو العبودية بشكل واضح، ولم يعتبر النساء بشرا يستحقون مثل حقوق الرجل ومازال لبعض مبادئ هذا الإعلان مكانة دستورية في القانون الفرنسي الحالي، فهم اعترفوا بالمرأة لكنهم جعلوها مستعبدة لهم ولشهواتهم وصنعوا من العبث بالمرأة تجارة الإباحية فكانوا مصدرا رسميا وأوليا لما يتم صناعته من أفلام خلاعية .. فأحرقت كرامة المرأة واستعبدت بجعلها مرتعا للرجل ومكانا للعب والإهانة ومسوقا لموضتهم ومجلات الإثارة، وستجدون لو قرأتم في تفاصيل ذلك الإعلان العجائب والغرائب التي تدل على إلغاء عنصر المرأة في المفهوم الفرنسي حتى وإن مر على ذلك زمن بعيد. فصورة الذل قديما تبدلت إلى صورة حاضرة وواقعية بطريقة مختلفة.
تأملوا بعض الأمثال الفرنسية عن المرأة. وقد يقول قائل : إنني أتيتُ بها تعزيزا لرأيي وحنقي وموقفي من نظرية ساركوزي، لكن عصر البحث والإنترنت متاح فابحثوا وستجدونها أمامكم بسهولة .. تأملوا تلك الأمثال .. (المرأة ضرر لازم)
(لا أصعب من أن تجد بطيخة طيبة وامرأة طيبة) ..(المرأة والمال يضيعان الرجل) .. ( الرجل هو النار ... والمرأة هي الحطب وإبليس هو الهواء) .. ( سلاح المرأة لسانها، فكيف تدعه يصدأ بعدم الاستعمال ) .. (المرأة مثل قطعة الشواء كلما زدتها ضربا ازدادت لينا.. ( تلك كانت بعض الأمثال الفرنسية التي تؤكد كيف تنظر فرنسا للمرأة حتى وإن نادت بشعارات الحقوق البشرية او تفلسف روادها المحسوبون على الثقافة بأقاويل لا تدخل أذهان العقلاء. فقيمة المرأة معروفة بالاستعباد والتسويق في فرنسا و في دول الغرب ومكانتها معروفة في التخديم والترفيه عن الرجل.
ختام القول : إن القيّم الإنسانية الحقيقية لا يمكن أن يصنعها أو يضعها البشر أو الإنسان نفسه بعدل وميزان لأنه لا يملك إلا الاعتراف بذاته ومحاباة نفسه والاهتمام بشئونه مهما قال أو وعد. ولا شك في أن قضية البرقع على أن أعداد من يلبسون البرقع في فرنسا لا يذكر ونسبة لا ينتبه لها أحد مع ذلك أظهرها الرئيس بما حمله في قلبه على تعاليم الدين الحنيف, وغيرة منه على عفاف المرأة الصالحة فهو يعترف حين لا يرحب بالبرقع وبمنع الحجاب , وهنا وددت أن أسأل عن برقع الصقور : هل يرحب به في فرنسا ..؟