التقوى مخرج من كل هم
قال ابن الجوزي رحمه الله :
"ضاق بي أمر أوجب غما لازما دائما فأخذتُ أُبالغ في الفكر في الإخلاص من هذه الهموم بكل حيلة و بكل وجه، فما رأيت طريقا للإخلاص ، فعرضت لي هذه الآية: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا(2) } الطلاق ، فعلمت أن التقوى سبب الخروج من كل غم ، فما كان إلا إن هممتُ بتحقيق التقوى فوجدتُ المخرج.
فلا ينبغي لمخلوق أن يتوكل أو يتسبب أو يتفكر إلا في طاعة الله تعالى و امتثال أمره، فان ذلك سبب لكل منغلق."
( صيد الخواطر" ص267 ")
التفقه في الكتاب و السُنة
قال ابن عون رحمه الله:
" ثلاثٌ أُحبُهن على نفسي و لإخواني:هذه السُنة أن يتعلموها و يسألوا عنها، و القرآن أن يتفهَموه و يسألوا عنه، و يدعوا الناس إلا من خير."
(رواه البخاري تعليقا كتاب الاعتصام)
الحكمة في أن الأنبياء لا يورثون
قال صلى الله عليه و سلم:"لا نُورَث، ما تَركناه صَدقة."
قال النووي رحمه الله:
"قال العلماء:و الحكمة في أن الأنبياء-صلوات الله عليهم- لا يورثون أنه لا يُؤٍٍٍِِْمَن أنْ يكون في الورثَة من يتمنى مَوتَه فيَهْلِك ، و لئَلا يُضَن بهم الرغبة في الدنيا لوارِِثِهم فيهلِك الضَانُ ، و ينفر الناس عنهم."
(شرح صحيح مسلم -12/74-)
صدق الالتجاء إلى الله
عن البرقي ، قال: " رأيت امرأة بالبادية ، و قد جاء البرد فذهب بزرع كان لها ، فجاء الناس يعزونها ، فرفعت طرفها إلى السماء ، و قالت : اللهم أنت المأمول لأحسن الخلف ، و بيدك التعويض عما تلف ،فافعل بنا ما أنت أهله ،فإن أرزاقنا عليك ، و آمالنا مصروفة إليك
قال: فلم أبرح ، حتى جاء رجل من مياسير البلد من فضلاء الناس ، فحُدِث بما كان ، فوهب لها خمسمائة دينار"
( الفرج بعد الشدة-للتنُوخي-1/181 )
الاهتمام بالسريرة
يقول ابن الجوزي رحمه الله :
"و الله لقد رأيت من يكثر الصلاة و الصوم و الصمت و يتخشع في نفسه و لباسه و القلوب تنبو عنه و قدره في النفوس ليس بذلك و رأيت من يلبس فاخر الثياب و ليس له كبير نفل و لا تخشع و القلوب تتهافت على محبته.
فتدبرت السبب فوجدته السريرة كما روى عن أنس بن مالك: أنه لم يكن له كبير صلاة و صوم و إنما كانت له سريرة.
فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله و عبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في السرائر فانه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر."
( صيد الخواطر ص287)