هايل العبدان
ضمائر مستترة!
يقسم عندما وضعت زكاة الفطر أمام بابه أنه لم يدخل منزله حبة أرز منذ ستة أشهر. فيما تعرض هي على جارتها شراء عباءة جديدة أهديت إليها ليلة العيد. لتستر بثمنها عورة فقر أسرتها، فتعود لتلبس القديمة والتي أصبح لونها يميل للاحمرار من كثرة الغسيل. ذات مساء طرقت باب جارتها ووجهها ينكسر حياءً. جاءت لتطلب "أسطوانة غاز" بعد أن فرغت أسطوانتهم اليتيمة. لم تكن لتطلب، لكن جوع صغارها كافر، لا يرحم ولا يعرف الشفقة. لقد انتصر على كرامتها! مستعد أن أقضي يومي كاملاً وأنا أسرد لكم المزيد من تلك المآسي، فأنتهي دون أن تنتهي. هل قلت لكم قصة تلك الأرملة التي استعارت من جيرانها "سلك كهرباء" لتضيء به وجوه أطفالها. هل تصدقون إن قلت إنه لا يفصل خط نفط "التابلاين" عن منزل تلك الأسرة إلا أمتار قليلة؟!
عاشوا بيننا بضمائر رضيت ضنك العيش، لأنهم لا يملكون أكثر من الرضا. علاماتهم الفارقة تظهر بوضوح لمن يريد رؤيتهم. تجدها في ملامح وجوههم المتعبة، وملابس أطفالهم الرثة، وسكناهم الوضيع الذي استبدل بعضهم بابه بقطعة من قماش. إنهم يرون الكفاف ترفا، والقليل كثيراً. قناعتهم وحدها هي الغنية في حياتهم!
كل ذلك وكثيرون لم يستطيعوا تمييز وجود تلك الفئة بيننا حتى الآن. لأنهم يعيشون بـ"ضمائر مستترة"، ما فتئت تتجاهلهم، بل لم تعترف بوجودهم حتى في خانة أرقام المعوزين!
قلت لكم الثلاثاء الماضي: لا ألم أشد على الفقير من تجاهل حاجته، إلا ألم إنكار وجوده!
ينامون عنهم.. وعين الله لا تنام..
خروج عن النص:
سؤال ذكاء: إذا كانت المسافة بين الشمس والأرض تعادل 385 ضعف المسافة بين الأرض والقمر.
فكم هي المسافة بين توصية مجلس الشورى بزيادة القرض العقاري إلى نصف مليون ريال ، ومدة تطبيقه على أرض الواقع؟!
هل تعلم: أن أقدم جسر في العالم موجود في تركيا، ويعود تاريخه إلى 850 قبل الميلاد. وأن أحد أقدم الأنظمة في بلادنا هو نظام الخدمة المدنية، ويعود تاريخه إلى عدة عقود مضت!