حليمة مظفر
كُـن.. صديقي
كم جميل لو بقينا أصدقاء
إن كل امرأة تحتاج إلى كف صديق
كن صديقي ... كن صديقي
رواياتي صغيرة واهتماماتي صغيرة
وطموحي أن أمشي .. ساااااااعات معا تحت المطر
تأخذك الكلمات العذبة التي نحتتها من الشعر الدكتورة سعاد الصباح، وهي تنسكب غناء في صوت ماجدة الرومي اللبني الإحساس؛ إلى أعماق المرأة واحتياجاتها؛ حين تشعر بالوحدة تحت سقف أسرتها؛ يجمعها مع أخوة ذكور لا يعون منها سوى مجرد عورة، تحقق لهم بطولة الرجولة حين يتفننون الطرق في إذلالها وعزلها ومنع الهواء عنها، وأكثر ما يؤلمها حين تنتقل إلى مملكة الزوجية، وتجد شريك حياتها زوج؛ لا يجد سبيلا في تحقيق رجولته سوى وعيه بأنها مجرد جسد ورغبة، وأن الزواج مجرد واجبات متبادلة، لتبنى علاقة على بيت من زجاج آيل للانكسار، متناسيا أو مهملا كم يُفوت عليه من جمال العلاقة التي قد يكتشفها في زوجته حين يُغيب عن وجدانه كم ستكون صديقة رائعة.
وكم من امرأة بيننا تحتاج من أخوتها أن يكونوا أصدقاء لا تخشاهم كما تخشى منهم عقابا أو عقوقا، ويدركون بحس الصديق احتياجاتها الصغيرة، وكم من زوجة تتمنى أن يكون زوجها صديقها تبوح له بتفاصيل حكاياتها الصغيرة، فالحب لا يخلق فجأة، من دون تراكمات لاهتمام إنساني متبادل، فالصداقة هي ما تبقى بين الزوجين؛ بعد فتور عاطفي وملل جسدي؛ تتسبب فيهما أعباء الحياة تجاه الأبناء والعمل، إنها ما تبقى بعد هرم الجسد والقلب وفناء الرغبات تمتع زوجين شيخين وحيدين، وأعلم أن هناك بيننا علاقات زوجية بنكهة الصداقة، ولكن عن الجزء الفارغ من الكأس أتحدث، فلو كل رجل بيننا أخا كان أو زوجا أدرك أن الرجولة لا تتحقق بطولتها بالوصاية على المرأة كعورة، ولا ينقص من قيمتها إحساس رقيق باهتماماتها الصغيرة، وما أجمل صوت ماجدة، حين تقول:
وأنا متعبة .. من قصص العشق وأخبار الغرام
فتلكم .. تلكم .. لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام
ولماذا تهتم بشكلي ولا تدرك عقلي
كن صديقي .. ليس في الأمر انتقاص للرجولة