.
الممارسة القانونية – تجربة الدكتور نايف الشريف -
لاشيء في شكله الخام يستهويني أكثر من عقل خام يــشـق طريق التفكير والتعلم والتطبيق بنفسه
دون إملاءات من الآخرين , كل مايتلقاه الإنسان من تعليم ليس سوى عملية غسيل دماغ بإحترافية
عالية يقوم بها المدرس أو الدكتور أو المحاضر في غفلة من رقابة وعي المتلقي , لا تُنتِج لنا هذه
الطريقة إلا عقلية غير منتجة تشُل قُدراته التفكيرية , النمط التعليمي المُتبع في الجامعة لايحمل لنا
في طيّاته أي عُمق في مخرجاته التعليمية , كُل ماهنالك نمط روتيني طرفاه مُلقي ومُتلقي تُخرِج
لنا حُفّاظاً لايُشابهون الحافظ ابن حجر , ولا الحافظ الذهبي إلا في اللقب العلمي , فيما أنَّ ابن حجر
والذهبي في أعلى مراتب العلم حين سُمّوا بهذه التسمية , وخريجوا الجامعات في أحقر مراتب العلم
حين حُـمِّـلُوا لقب الحُفاظ قسراً .
تجرِبه دراسية عميقة في هذا الفصل كان الجانب العملي فيها مؤسساً على الجانب النظري , أعطت
إنطباعاً رائعاً أن ثمة سِحراً تحفيزياً قد يقضي على زمن التحفيظ والتلقين ليُوصِلْ إلى إمكانية
للخروج من مأزق سوء المخرجات .
الدكتور/ نايف الشريف .. بطل هذه التجرُبة , ويبدو لي أنها عتية على الوصف , رائعاً كان حين
تمكن من غرس مفاهيم أُخرى في وقت إجتداب العقول , إستطاع وبإقتدار نقد ومُخالفة السائد من
الأفكار وواقع طرائق التعليم المُتبعة في قسم الإنظمة , بل لا أجد حرج في وصف تجربته
بعملية غسيل دماغ مُحترِفة ولكنها إيجابية غسلت ماعلِق بالفكر من شوائب أعطبته عن
التفكير , إستطاع أن يُعِيدَ الحِراك المُفترض والمُقدر له , إستطاع أن يُمنطِقَ تجرِبته تنظيرياً
بكلمات قليلة الهبت حماس الطلاب بشكل أدى إلى تفاعلهم معها حين جعلها تجربة عملية, هل
يُمكن أن يكون الفِكْر القانوني لدى الطالب مُتحرِكاً عملياً ينفض عن نفسه غُبار الجمود والرتابة
والتلقي ليصِل إلى مرحلة يكون فيها قادِراً على فلترة وتحليل وإنتقاد المعلومات وحيثيات القضايا
بِشكل يجعله قانوني مُتمرس وحتى قبل أن يتخرج من الجامعة ؟
الحديث عن عمق التجربة يحتاج إلى كثير من الإسهاب , والحديث عن نتائجها لايحتاج إلا إلى تأمل
للنتائج المُتولِّدة عنها , كما أن الحديث عن النمطية السائدة في التعليم لاتحتاج إلاّ إلى تأمل لنجد أنها
جعلت التلقين إلهاً يُعبد من دون الرغبة في البحث , إلهاً قام بوأد الأفكار في مهدها للنبقى خاضعين له ...
ألم يجعل شوقي المعلم رسولاً ؟ ... سنكفر بالتلقين حين يكون الدكتور / نايف الشريف مُعلِماً . وسنقوم له
إحتراماً وتبجيلاً .
إبحثوا عن تجربته وتفاصيلها , فذلكم أدعى للتعلق بها .
ودمتـم سالمين ’،.