[هذيان]

عبدالله بن سليمان المنيع



من إعجاز القرآن وإيجازه(1-2)


قال تعالى في شأن كتابه الكريم "ألم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين" وقال تعالى أفلا يتدبرون القرآن، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" وقال تعالى"كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون" أذكر بعضا مما قال الله تعالى في كتابه الكريم وعن كتابه العزيز وأعود بالمقارنة إلى عقود تريد مؤسساتنا المالية أن تستخدمها في إبرام عقود تعاملها مع الآخرين وهي عقود مترجمة من لغات أجنبية وفي هذه العقود من التعقيد و الغموض والاحتمال وبعد القصد والتكرار المخل ما يضيع الحقوق ويبعث التنازع والنزاع والخصومات وإرهاق الجهات.
وتعليقي على نتيجة هذه المقارنة هو أنني أوجه إلى أن الإيرادات القانونية في الشركات والمؤسسات المالية والمكاتب الاستشارية لتحرير العقود والاتفاقيات والكليات والأقسام القانونية في الجامعات أوجههم إلى الرجوع إلى الفقه الإسلامي في عرض صياغة العقود والاتفاقيات في شكل واضح ومحقق للالتزام وبلغة خالية من التعقيد والتكرار والالتواء في التعبير بما يعطي الكثير من الاحتمالات المتوهمة.
نعم أعود بالمقارنة بين هذه العقود وبين عقود وتوثيقات وردت في كتاب الله تعالى وكانت في منتهى الوضوح والإيجاز وحفظ الحقوق والالتزامات، منها عقد زواج موسى ببنت شعيب حيث جاء ذالك في قول الله تعالى على لسان شعيب "إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثمان حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي والله على ما نقول وكيل" فهذا عقد زواج فيه الإيجاب والقبول والصداق والولاية والشهادة المشتملة على الوكالة في التنفيذ وهو عقد كامل الاعتبار والصحة والوضوح في صيغة بليغة لا تتجاوز بضعة أسطر.