يا أخي لا خلط ولله الحمد وإن كان بيننا اختلاف في
المسميات وهو وارد في زمن فوضى الحضارات الذي نعيشه الذي تطغى فيه الحضارة المتغلبة..
ولما تقديس نص إنساني كما فعلت بتفسير الأيديولوجي الذي جئت به؟
فأنت..
أولاً: لم تذكر لنا مصدره المقدس (؟)..
ثانياً: لم تأتي بترجمة له أو ترجمة تعتبرها صحيحه لهذا المصطلح, فإن كنت ممن يجيد لغة الفرنجة فمن الطبيعي إستطاعتك ترجمته لنا في المنتدى, فالمتوقع أن غالبية القراء هم من العرب الغير مجيدين لهذه اللغة..!
ويا أخي بعيداً عن الإطالة والإكثار في التنظير لفهمنا للإسلام, فالإسلام دين مبني على العقيدة أولاً وقبل كل شئ..
7 - حَدَّثَنَا ........عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ رواه البخاري في صحيحه
فهذه الكلمة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) فيها نفي الألوهية والربوبية لكل ما دون الله تعالى وتصديق بنبوة ورسالة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام, وهذا لا يختلف عليه أحد أنه هو أساس الإسلام ولا يصح الإسلام دون الإعتقاد به. والإسلام مبني على عقيدة هي أصل الدين ولا تصح الفروع الا بصحة الأصل.
وهذا كان مقصدي في إستخدام لفظ أيديولوجيا ولمجرد كونك تختلف معي في مدلول اللفظ لا يعني ضرورة أنه لا يستخدم لهذا الغرض وبدليل قولك أن شريحة كبيرة من الفكرين يستخدمونه للغرض ذاته.
وبإمكان الجميع الإطلاع على تعريفات ويكيبيديا (بالعربي!) لهذا المصطلح وهي شاملة لجميع الأراء ولا تغلب رأي على غيره..
تعريف الأيديولوجيا من ويكيبيديا
ومع ذلك, ففي لغتنا وديننا ما يغنينا عن هذه الإصطلاحات المبهرجة التي تظهر جانب من جوانب تبعية العالم العربي والإسلامي لغيره.
اسمح لي أن أقول أن الخلل يظهر بجلاء عند من أهمل نصوص الدين من كتاب الله تعالى والسنة الصحيحة المنقحة وأخذ بعقله وبالفلسفات الشرقية والغربية ظناً منه أن هذا طريق التحضر والتقدم..
الإسلام دين كامل ولله الحمد والمنة وفي نصوصه وفي تراث علمائه ما يغنينا عن زبالات فكر الشعوب المنحلة والحضيرة الغربية المتهالكة.
ومما ابتليت به الأمة أفراد (وإن سمو علماء أو عقلانيين) يتبعون الهوى في مخالفة النصوص الصريحة في شتى مجالات الحياة بحجة أن العقل مقدم على النص وأن في النصوص ما يخالف العقل أو ما يحتاج إلى تأوليات لصرفه عن معناه, وهذه البدعة من اختراع فرقة المعتزلة الضالة التي نشأت في أواخر قرن الإسلام الأول كما هو معلوم. خذ على سبيل المثال النصوص الواردة في الولاء والبراء, فقد أبطل العمل بمعناها ومدلولها الضالون من أفراخ المعتزلة المعاصرين بحجة التحضر والتمدن والإنسانية والمساواة والقومية والوطنية إلى آخر ذلك من الحجج الباطلة:
قال الله تعالى:
لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) آل عمران
وقال:
بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138)
الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) النساء
وقال عز وجل:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144) النساء
وقال أيضا:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) النساء
وقال:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)
وغير ذلك من الآيات الكثير..
ومما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه الإمام أحمد عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: (
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه وقال له: أن تنصح لكل مسلم، وتبرأ من كل كافر)،
وروى ابن أبي شيبة بسنده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله).
وروى الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (
أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله). وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (
من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك)
وهذا ما اتفق وأجمع عليه أئمة الإسلام من أهل السنة والجماعة على جميع المذاهب المعتبرة إلى يومنا هذا.
فأي شك يبقى في أن هذا الدين الحنيف مبني بكامله على العقيدة؟
وأي شك يبقى في أن الإسلام يجعل من المسلم ومن الجماعة المسلمة كيان متميز في علاقته بما حوله؟
أبسط مثال على ذلك الفترة المكية في سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام التي تتجسد فيها التجربة الإسلامية الدعوية السرية, ثم الجهرية, ثم الهجرة, ثم إقامة الدولة في المدينة المنورة.
والمسلم العربي لا يدعو لإعادة التجربة بحذافيرها وهذا يكون سفه مني معاذ الله, ولكن النصوص والآثار المروية في تلك الفترة لا يمكن إهمالها ففيها علم جم بأحكام الفرد والجماعة المسلمة سواءًً مستضعفين أم متحكمين وفيها بلا أدنى شك أدلة قاطعة على أن الحق والباطل في صدام دائم حتى تقوم الساعة, وأهل الكفر لا رادع أخلاقي عندهم في هذا كما نقرأ في السيرة وفي التاريخ وكما تشاهد أعيننا في يومنا الحاضر.
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) البقرة
أخيراً, الإسلام ليس هو ما أفهمه أنا أو ما يفهمه زيد وعبيد, دين الله عز وجل محفوظ في الكتاب المعصوم وفي السنة الشريفة وفي ما أثر عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان من ورثة الأنبياء.. فلنأخذه من النبع الصافي..
المعذرة على الإطالة..
وصلى الله وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين