محمد الفهيد
الزواج من الإيدز!
قد تجد رجلا يمتنع عن تزويج ابنته من شاب فقط لأنه غير مسؤول, وعلى النقيض تجد رجالا يزوجون كريماتهم بأشخاص غير مسؤولين من أجل المال, وآخرون يزوجونهن بمن هب ودب وذلك من أجل التخلص منهن, وهكذا تعددت أسباب تزويج الفتيات لدينا.
لكن, أغرب زواج قد تسمع عنه وتهاجمك الصدمات بأنواعها هو ما حدث لست فتيات تزوجن بأبناء عمومتهن المصابين بمرض الإيدز رغم معرفتهن بالأمر! وبعيدا عن من وقع في هذا الخطأ الجسيم وسمح بتزويج هؤلاء الفتيات السليمات من الناحية الصحية, إلا أنني لا أعتقد أنهن قد وافقن على هذه الزيجات وإنما أرغمن عليها, وذلك ربما لأحد الأسباب الخطيرة لتزويج الفتيات في مجتمعنا والتي كان لها سلبية كبيرة علينا.
لا أنكر أن بعض عاداتنا تسببت في اصطدام بعض شبابنا بواقع الزواج من بنت العم أو الخال أو الخالة, لكن ومن باب "حدث العاقل بما يعقل" كيف سمح آباء هؤلاء الفتية الزواج من بنات عمومتهن وهم يعلمون أن أبناءهم مصابون بمرض قاتل؟!
بالفعل هناك من هم غارقون في بعض عادات القبيلة التي لا يرضى بها أحد, أفمن أجل أنها قريبة لي أنقل إليها مرضا مميتا؟ أم من أجل ذلك أضرب بالدين والعدل وكل القيم البشرية عرض الحائط وأنزع الرحمة من قلبي كي أكون وفيا لسراط القبيلة المصون؟!
حتما نحن بحاجة لإعادة تفكير في هذا الجانب, فالزواج ليس مشروعا أُرضي به فلانا أو علانا وإنما هو سنوات من البناء والعطاء وإنجاب الأطفال, ولا يكفي أن نقول إن أصيبت هؤلاء الفتيات بالإيدز "جنت على نفسها براقش" كما هو حالنا دائما في رغبتنا التخلي عن المسؤولية الاجتماعية, بل يجب أن تكون هناك جهات قادرة على منع مثل هذه الزيجات إن لم ينصع للنظام بعض عاقدي الأنكحة- سامحهم الله.