عبده خال .. !
بقيت خمس دقائق
في مطلع الثمانينات خرج بعض شبابنا للخروج من أجل الجهاد في أفغانستان وبعدها في الشيشان، وبعدها في بقاع الأرض حتى لم نسلم نحن كبلد من فعل الجهاد على اعتبار أننا مجتمع كافر.
هذه صورة قريبة لما حدث لشبابنا حين تضافرت المسببات لخلق بطل من ورق في أصقاع المعمورة، والآن تعمل كل أجهزة الدولة لاستعادة أبنائها من الاختطاف الفكري الذي حل بهم من خلال التغذية الجهادية التي حدثت ـ ولازالت تحدث ـ واتصور أننا لن نلدغ من جحر مرتين.
والدليل على ذلك نجاح المملكة في محاربة التطرف الديني لتصبح تجربتها تجربة رائدة يتم استنساخها في أكثر من بلد.
لكننا نعيش حالة أخرى ومن قبل فئة الشباب أنفسهم، كيف هذا؟
لو أجريت عملية إحصائية عن عدد الشباب العاطل عن العمل.. كم سيكون تعدادهم.
ولو أجريت إحصائية عن عدد الشباب الذين لم يتم قبولهم في الجامعات وكذلك عدد الشباب المتسرب من التعليم العام، وعدد الشباب الذين حصلوا على دخول تتناسب مع أحلامهم.
ولو عملت إحصائية عن عدد الشباب الذي لا يجد مكانا يقبل به، فالأسواق والمنتزهات وشواطئ البحار كلها للعوائل وليس هناك مكان للشباب، فلو عملت إحصائية عن هؤلاء الشباب السائحون في الأرض من غير هدف، سنجد أن الإحصائية مفزعة للغاية.
وما الذي يمكن أن نتصور أن يفعله الشباب في هذه العطلة الإجبارية والإقصاء الإجباري، وبهذه الأعداد الكثيفة؟
حسنا، ستكون الحلول أمام أي شاب يبحث عن تحقيق رغباته منحرفة بالضرورة ما لم يجد المسعفين الحقيقين لما يعيشه ويشعر به.
هناك طرق أخرى لتحويل المجتمع إلى خصم لهؤلاء الشباب وفعل ما يرونه يحقق وجودهم بغض النظر عن القيم السائدة والتي تشربها، فإذا أردت أن تخضع شخصا لرغباته الإجرامية، فحاصره من كل جهة.
وقد نهينا عن عدم محاصرة قط في زاوية ضيقة، واليوم الشباب محاصرون في مواقع ضيقة، إذا ما لم نعجل بالحلول لأزماتهم واحتياجاتهم فإنهم سينفجرون في وجوهنا.
وهل أنا محتاج لأن أذكر أن نسبة الشباب (مابين 15 ـ 25 سنة) بلغوا 56 في المائة من تعداد السكان، هم الأكثرية وهم الذين بحت أصواتهم بحثا عن مغيث.
فهل سنتنبه أن الخطر القادم لن يكون من الشباب المتدين المغسول الأدمغة بقدر ما سيكون الخطر من الشاب (الكول) الذي يرى الحياة تنبض أمامه وهو غير قادر على الإمساك بشيء. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.