بداً أثـني عليك يا نجمة الحق على نقلك لهذا المقال ..الذي أتمنى أن يحدث فينا نوعاً من التسليم بوجود اشكالية في المجتمع ..وهو مقال عميق جداً في فكرته ..ويحمل قبساً من رأي سديد ..
التبعية هي كلمة تطلق على الفرد ضعيف الشخصية مسلوب الإرادة والتفكير، المبرمج منذ نعومة أظافره على اتباع تنفيذ الأوامر سواء كانت منطقية أو غير منطقية. تكتسب صفة التبعية بداية من مرحلة الطفولة عندما يتلقى الفرد التعليمات والأوامر الصادرة في صور تحذيرات صارمة من الأب والأم في المنزل ومن المعلم في المدرسة.
|
لقد ساهمت المدرسة في بناء شخصيات مهزوزة تفتقر لأبسط مقومات التمتع بنعمة العقل ..ولقد أدت حالة الحشو الفكرية والتلقين البغبغاوي في تحويل (بعض) المتلقين الى مرددين لما تلقوه في الصغر أو الكبر بدون وعي يذكر ..
إننا نشاهد ذلك في حجم الخرافة الذي قد يكون بحكم المقدس لدى قطاع عريض منا ..ولعل اسباب ذلك هي تلك المؤسسة التي احتكرت التفكير وجعلته في نطاق ضيق ..والمؤسسة هنا هي أي مؤسسة ترى في نفسها احقية البت والفصل والحديث والتقرير وما سواها خارج عن النسق ..
فعندما يخرج الطفل عن النمط المألوف المختلف عن التربية التقليدية فغالبا ما يحصل تذمر ويتم ردعه بطريقة قاسية وقد تكون لينة إلا أن كلتا الحالتين ستؤدي لقهر هذا الطفل الذي حرم من ممارسة حريته التي فطره الله عليها حيث خرج البشر من بطون أمهاتهم أحراراً.
كل هذه الطرق التعسفية والقمعية التي لا تمنح هذا الطفل حق حرية التعبير بما تمليه عليه طفولته البريئة ستؤدي حتما لكبت التميز وروح المبادرة والإبداع لدى هذا الطفل وتخلق منه شخصية مشوهة ضعيفة مصابة بالشلل الفكري غير قادرة على مجابهة الظروف الصعبة ومواجهة المتغيرات
|
طالما كانت اسس التربية الخاطئة والتي جعلت من الإنسان الذي يمر بمرحلة نموه المبدأيه اداة تلقي وتنفيذ كانت سبباً كبيراً في تردي أوضاعه في الكبر ..
فالمدرسة بــ تكوينها الفلسفي القائم لدينا تقوم على فكرة افعل ولا تفعل وهنا تكمن اشكالية كبرى وهي اشكالية احتكار الحقيقة..وساهمت الأجواء الإنفصالية التي فصلت أركان الناس الى فسطاطين ساهمت في تحوله التدريجي الى مجتمع يؤمن بالقيمة المفردة في كل شئ .
اخيراً :
الطفل في مرحلته الأولى يتلقى الأسس التي سوف يسير عليها لفترة طويلة وعندما تكون هذه الأفكار القمعية مبنية على فكرة الحق المطلق والنواهي والزواجر فإن الطفل ومن دافع طفولته البريئة يتحول الى مخلوق متوجس من التبديل خشية مكروه أو سواه ..,.ويكبر معه هذا المفهوم الى سن الرشد هنا تصبح لديه هذه الأفكار هي محل قناعة لكنها قناعة ترديدية لا تفكيرية لأن البيئة الأولية بكل مفرداتها ساهمت في قبوله وتسليمه بأن يعيش وفق قناعات وافكار محددة سلفاً فيصبح كالآلاة في ترديد الكلام ..وتصبح كل مواقفه وفقاً لما يخدم القيم التي حشي بها في صغره ...
لذلك نجد الكثيرين عندما تحاوره في أمر ما فإنه يذهب بعيداً بمقولات خارجه اصلن عن الحديث ..وذلك بأنه تربى على معارضة كل شئ يخالف ما برمج عليه
إذا لم يدرك أفراد هذا المجتمع حجم المأزق الذي وقعوا فيه ومدى خطورة تلك الحالة فإن المجتمع سيتحول إلى مجموعة من الأرواح الجبانة التي لا تعرف طعم النصر ولا مذاق الهزيمة.
|
اختلف مع الكاتب هنا ..تحول الأفراد الى جبناء فيه خير لو كان ..لكن المصيبه هي تحولهم الى احزمة ناسفة تنسف أي محاولة جادة لإعادة بناء المجتمع مع ما يتفق مع نظريات العقل والقرن الجديد وقبل وبعد ذلك معتقدنا الإسلامي
نورث قراءة رائعة للموضوع
دمتِ بود
الراقي