رد: مـــقـــالات .. و .. مــقـــامـــات .. !
اليوم
صالح محمد الشيحي
شوارع السعوديين.. راشد والحاجّة "أمينة"!
البعض يطلق عليها في بعض العواصم شوارع العرب.. لكن الحقيقة إنها شوارع السعوديين.. لأنها استمدت حضورها منهم ومن سلوكياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأذواقهم وأمزجتهم.. الميزة أنك تجد فيها ما تتوقع وما لا تتوقع.. بل : ما تريد و.. ما لا تريد! قبل فترة أجبرتنا ظروف الطيران أنا وأحد الأصدقاء أن نتوقف في العاصمة الإندونيسية جاكرتا ليومين.. وبعد فترة من الراحة في أحد فنادق العاصمة.. استقللنا التاكسي وطلبنا منه أن يتوجه بنا لشارع السعوديين.. هكذا قلناها له، دون أن يكون لدينا علم بوجود شارع يشتهر بهذا الاسم.. لكنها توقعات لا تخيب غالباً! منذ أن دخلنا الشارع واجهتنا اللوحات العربية بكثرة.. مطاعم.. مقاه.. مكاتب عقارية.. تأجير فلل.. تأجير سيارات.. صرافة.. وكالات برامج سياحية.. أيد عاملة..خدمات عامة ـ هذه الأخيرة تحمل تفسيرات غير بريئة!! توقفنا عند أحد المطاعم.. وفور نزولنا تقدم إلينا من عرّف نفسه باسم: "راشد"! وقبل أن نرد السلام عرض علينا الزواج فوراً.. وأعطانا رقم هاتفه مكتوبا بخط قلم على "بزنس كارد" مهترئ لكثرة ما تداولته الأيدي فيما يبدو! ومن باب الفضول الصحفي اتفقنا على الاتصال به عصر اليوم التالي.. في الموعد المحدد كنا وجها لوجه في بهو الفندق الذي نسكنه.. أنا وصاحبي، والسيد راشد ترافقه سيدة في الخمسين من عمرها اسمها "الحاجة أمينة"، وفتاتان إندونيسيتان واحدة عرفها باسم مادونا تبلغ من العمر 18 عاما، والأخرى أليسا تبلغ من العمر 19 عاما!!
وقبل أن يفرغ من سيجارته الأولى، وكانت كريهة الرائحة جدا ـ شرع في التفاصيل: المهر والتكاليف خمسة ملايين روبية.. ما يعادل 1800 ريال تقريبا، وإبرة منع حمل، وتحاليل طبية تخرج بعد نصف ساعة، وبقية الأمور بسيطة جدا: الآن نتصل على "المُلا: علي".. لا أدري هل اسم "المُلا" حقيقي، أم تماشيا مع الأغنية الشهيرة: "أروح للملا علي.. وأقول له يا ملا علي.. شايب وأنا بنيه"!!
المهم: سيحضر "الملا علي" ويكتب الورقة وتأخذ العروسة معك لغرفتك في الفندق.. وبإمكانك طلاقها بعد شهر.. وإن شئت في الصباح.. وإن شئت تطلقها بعد ساعة..!
غدا نكمل.
|