عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 20-07-2009, 02:58 PM   #427

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــالات .. و .. مــقـــامـــات .. !

خالد الغنامي



هل ستكون الصين .. أعقل؟


الاضطرابات التي شهدها إقليم سنجيانج الصيني كانت هي الحدث الأهم في الأسبوع الماضي لاعتبارات عديدة الإقليم تقيم فيه أكثرية مسلمة هم شعب الأويغور هذه الأكثرية ليست صينية الأصل بتاتاً يظهر هذا من ملامحهم بوضوح فهم في الأصل أتراك كما هو معلوم إذن نحن أمام قضية أقلية مختلفة عقائدياً وعرقياً عن المجتمع الصيني وهذه الأقلية تشعر بالاضطهاد وتاريخ من الغضب. هذا الشعب الأويغوري عانى من التهميش والقمع بعد حقب من العذاب والألم. سنجيانج ومعنى الكلمة هو (المستعمرة الجديدة) هي بالنسبة للمسلمين "تركستان الشرقية" تلك الأرض التي دخلت في الإسلام في القرن الهجري الأول وحكمها السلطان" ستوق بوجراخان" في العصر العباسي ثم تحول هو للإسلام.
احتلت الصين تركستان الشرقية مرتين مرة في القرن الثامن عشر والمرة الأخيرة في 1878 وفي 18 نوفمبر 1884 صدر مرسوم يجعل تركستان مقاطعة صينية وجعل من "أرومتشي" عاصمة لها، بطبيعة الحال، لم يعجب هذا التركستانيون وما زالوا يثورون على الصينيين منذ ذلك الحين حتى جاء انتزاعها من الصينيين على يد "ثابت دا موللا" وتشكيل تركستان الشرقية في "كشغر" كان هذا في نوفمبر 1933 ولكن هذا لم يدم طويلاً إذ قضت الصين على الثوار في 1934 مع بقاء الاضطرابات والحروب وفي عام 1949 دخلت قوات الزعيم الشيوعي "ماوتسي تونغ" إلى تركستان فأعلنت الاستسلام الرسمي والخضوع للشيوعيين. بعد ذلك اتخذ "ماوتسي تونغ" منحى تطبيق "الشيوعية العلمية" التي هي خلاصة أفكار كارل ماركس وإنجلز من خلال محاولة التغيير الثقافي والفكري لبلاد التركستانيين، وعندما لم يقبل الإقليم بذلك وبقي محافظا على هويته الخاصة عاد "ماوتسي تونغ" إلى العنف مجدداً وذلك من خلال تفجير طائرة كانت تحوي مجموعة من المعارضين التركستانيين كانوا يهدفون لتشكيل حكومة جديدة وتمت ممارسة كل أنواع القمع ضد هذا الشعب ومنع من أبسط حقوق الإنسان كحق ممارسة الشعائر الدينية والحق في التعليم ناهيك أن تتحدث عن حرية التعبير أو تقرير المصير ثم تم إغراق الإقليم بالبشر من غير أهله لتغيير الديموجرافيا فيه بأعداد هائلة من شعب الهان الصيني.
المظاهرات التي حدثت الأسبوع الماضي ليست الأولى وإن كانت الأشد فما زال هذا الإقليم تمور فيه انتفاضات غاضبة مهمة منذ النصف الثاني من التسعينات أهمها في 1997 والتي كانت عبارة عن مظاهرات للمطالبة بالحريات الدينية مع بداية شهر رمضان لكن الجيش تدخل بالقوة مما أدى لقتل العشرات وجرح المئات وما زالت هناك عمليات عنف تحدث كل سنة تقريباً هناك ولا أعتقد أنها ستتوقف. لنتجاوز التاريخ بعد أن حاولنا أن نرسم صورة واضحة لما حدث في الماضي ترينا الحاضر جيداً لنستشرف منه المستقبل نحن أمام شعب مهمش ومحروم من أبسط حقوقه والولايات المتحدة الأمريكية بماكينتها الإعلامية الهائلة لن تفوت هذه الفرصة للنيل من عدوها العسكري والاقتصادي الأول في هذه الفترة" الصين" وليس من المستبعد بتاتاً أن تستغل أمريكا العاطفة الإسلامية لضرب الصين كما فعلت في الثمانينات في أفغانستان لتدمير الاتحاد السوفيتي صرحت بذلك وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون في خطاب لها أمام الكونجرس مؤخراً عن تورط الرئيس السابق رونالد ريجان والكونجرس في زمنه بقيادة الديموقراطيين في إحداث الفوضى العارمة في باكستان وأفغانستان والتي ما زالت أمريكا تعاني منها وتسعى لإعادة المارد الذي أخرجته من القمقم. أمريكا لن تتردد بتاتاً في دعم التركستانيين والمسلمون عموماً لا يستطيعون فكاكاً من الاستجابة لمن دعاهم لإنقاذ أخ لهم في الدين يعاني من الاضطهاد والقتل حتى وإن علموا أنه كاذب وأنه يخادعهم سمها "تقاطع مصالح" أو ما شئت فقد عبر عنها أحد الرموز الإسلامية بقوله "من خدعنا بالله انخدعنا له". لهذا كله أتمنى أن تكون الصين أكثر تعقلاً لأن الكل سيتضرر لو لم تكن كذلك وقد بدا شيء من هذا التعقل بانسحاب رئيس الوزراء الصيني من مؤتمر الدول الثمان وعودته لبلاده عند تفجر الأحداث وأتمنى أن تكون فعلا أكثر تعقلاً بحيث تتعاطى مع هذه القضية بالجدية الكافية وتجاوز عقلية القمع وحل تهشيم العظام إلى إيجاد حلول وسيطة تهدف إلى رفع التهميش عن هذا الإقليم والحفاظ على هويته الثقافية والدينية وتركه يختار نمط الحياة الذي يريده دون محاولة إرغامه على أفكار وأيديولوجيات هو غير راغب في اعتناقها

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس