أنس زاهد
المرأة الغربية ضحية أيضًا
المطالبة بتحسين وضع المرأة في العالم العربي يجب ألاَّ يجرّنا إلى تقليد النموذج الغربي الذي يتضارب مع ركائز هويتنا، ويصطدم مع ما تمليه الفطرة الإنسانية السوية.
تقليد الغرب هو رد فعل على الفكر التقليدي الذي ينظر إلى المرأة كشيء، وليست كذات مساوية للرجل في الحقوق والواجبات. والإصرار على تحجيم دور المرأة وتهميش وجودها هو ردة فعل على المتأثرين بنظرة الحضارة الغربية للمرأة. وفي رأيي فإن ردود الأفعال لا تصنع حلولاً ولا يمكن أن تحمل بذور مشروع عقلاني، لأن ردة الفعل تسخر العقل لصالح العاطفة، وليس العكس.
في رأيي أن المرأة يجب أن تأخذ دورها في تنمية المجتمع مثلها مثل الرجل، لكن دون أن يتم استغلالها وتسليعها حسب الطريقة البشعة التي نراها في الغرب.
إن الغرب الذي يرى في الحجاب مظهرًا من مظاهر القمع الذكوري، يتجاهل أن أكبر امتهان لكرامة المرأة وأكبر استغلال لها، يكمن في إشاعة العري والتبرج الذي يتجاوز حدود الحياء الفطرية بمراحل كبيرة. ماذا يعني بالله عليكم التطور الخلاعي لملابس السباحة للنساء في الغرب؟ وماذا تعني محاولة إبراز مفاتن المرأة من خلال الملابس بصورة تظهرها وكأنها نصف عارية؟ وماذا يعني انتشار القنوات والأفلام الإباحية؟ وماذا تعني صناعة رموز الإثارة الجسدية من ممثلات وعارضات أزياء، وكأن دور المرأة ينحصر في كونها أداة لتحقيق المتعة؟!
المرأة في الغرب ليست أحسن حالاً منها في الشرق.