سوزان المشهدي
لماذا!
< بكل علامات الاستفهام والتعجب أبدأ مقالي هذا، راجية من المولى عز وجل أن تصلنا إجابة شافية كافية تبدد حزن قلوبنا وتخلق من الموقف الغريب ثقافة جديدة يحكمها مبدأ واحد فقط، أن روح إنسانة أغلى من ملابس أنثى مبللة، طلبت مراراً وتكراراً السماح لها بالنزول للمساعدة، خصوصاً أنها تجيد السباحة!
أذاً المنع لم يكن بسبب (الخوف عليها والقلق على حياتها) إنما كان المنع كما هو جلي وواضح جداً للعيان بسبب أنها أنثى خفنا عليها من العيون، ولم نبالي بالضحية التي كانت تصرخ حتى أبتلعها البحر!
هذه الحادثة ذكرتني بحادثة لا تغيب عن ذاكرتي، رغم مرور السنين والتي ابتلعها الصمت، ولم نجد إجابة كالعادة، سوى ذكرى أليمة لحادثة الحريق الذي راحت ضحيته العديد من طالبات الابتدائي، لأن بعض رجال «الهيئة» منعوا الآباء من الدخول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!
اليوم وبعد مرور سنوات طويلة تتكرر الحادثة وتمنع فتاة لبنانية من محاولة إنقاذ الفتاة السعودية، والغريب أن منعها تم ولم نقرأ أن أحداً ممن منعها نزل بنفسه لمحاولة الإنقاذ؟ ولماذا لا يوجد على شاطئ البحر علامات تحذيرية؟ ولماذا لا يوجد منقذ أو مراقب لديه تجهيزات خاصة، ومدرب تدريباً عالياً كما نراه في كل شواطئ العالم المتحضرة وغير المتحضرة؟
لماذا كلمة سيبتلعها الصمت ولن نجد تفسيراً كالعادة، وسيعود الأب المكلوم بدون ابنته وستعود الفتاة اللبنانية وألف تساؤل يخنقها ويقف في حنجرتها، رغم أنني وغيري لو كنا مكانها ما كنت استمعنا للمنع، ولتجاوزنا الحائط البشري لإنقاذ الفتاة، فلا شيء في العالم يستحق أكثر من إنقاذ روح فتاة بريئة أرادت أن تستمتع على شاطئ بحر خالٍ من التحذيرات ومن المدربين ومن المنقذين، توافرت فيه فقط خاصية المنع، الذي لم يكن في وقته!