علي سعد الموسى
جواز شرب الشاي ولبس العقال
تشكل قضايا مرتبكة مثل حجاب الوجه وقيادة المرأة للسيارة والسينما ووظيفة المرأة وعملها محاور استفزاز لمن أراد أن يكون كاتبا أو مفكرا إثاريا على الرغم من أن المنطق السليم يبرهن أن مجتمعنا لن يحسم أبدا هذه القضايا في المطلق. ولست مع أو ضد جانب من الرؤية لمثل هذه القضايا الجوهرية على حساب الجانب الآخر، وكل ما أريده لقلمي أن يرتفع عن جدل محسوم أعرف جيدا جيدا أن أجيالا من بعدي ستأتي ومازالت مثل هذه القضايا مجرد معارك ورقية. والذي يتتبع عناوين هذه القضايا سيدرك بالطبع أنها تستأثر بأكبر نصيب من حجم الردود رغم إشفاقي على مساحة مهدرة من الكتابة في الزمن الضائع. هذه حروب ورقية مثل حرب زميلنا الغالي حمزة المزيني مع مولد الهلال القمري، تلك التي قال عنها الأمير خالد الفيصل ذات يوم وهو يقدم زميلنا في طاولة اجتماع: إنها حرب استنزاف بلا نهاية. ومع هذا مازال زميلنا يجاهد حول قضية نعرف أن علم الحساب الذي علمه الله للإنسان قادر على تحديد مولد رمضان القادم بعد خمسمئة عام من اليوم بدقة أجزاء الثانية ومازال بيننا من يعتقد أنه لا يمكن لنا رؤيته إلا بعين ـ صحراوي ـ للتو خرج من عيادة العيون بنظارة طبية.
والحق أنني أحمد الله أن مجتمعنا قد حسم بعض المسائل الأخرى في زمن ما قبل كثافة الفتوى وتضاربها وإلا: تخيلوا لو أن نبتة الشاي كانت وليدة اليوم بما تحويه من عصارة منبهة وكيف سيكون تهريب الشاي ـ بيزنساً ـ منظما له عصاباته الخاصة. حسمنا أيضا مسألة لبس العقال الذي أصبح في مجتمعنا علامة تصنيف فئوية وإلا لكنا اليوم في أتون معركة ورقية هائلة يصبح معها عنوان مثل: جواز لبس العقال ـ مثارا لألف تعليق إلكتروني بين مؤيد واحد و999 معارضاً لهذه الفكرة بكل ما للعقال من رمزية قومية عروبية على حساب المصلحة الأممية. لكم أن تحسبوا بقية القضايا المحسومة