عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 15-10-2003, 01:12 AM
الصورة الرمزية الريادة

الريادة الريادة غير متواجد حالياً

مشرف سابق

 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
التخصص: ادارة واقتصاد/ محاسبة
المشاركات: 225
افتراضي سلسلة معاناة المسلمين في اقطار العالم ( الحلقة الأولى)


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد:

المقدمة:

أشكر كلا من القائمين على هذا المنتدى، وأرجوا منكم تقبلي لديكم كعضو جديد يريد المساهمة في هذا المنتدى، لذا سوف أقدم لكم هذه السلسلة المكونة من حلقات عديدة، أرجوا ان تعم الفائدة للجميع، ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. وإليكم الحلقة الأولى من سلسلة معاناة المسلمين في أقطار العالم:


*الجزء الأول من الحلقة الأولى(1/2)

- مأساة مسلمي القرم في الإتحاد السوفييتي (روسيا)


القرم شبه جزيرة في شمال البحر الأسود، وهي منطقة تابعة للإتحاد السوفييتي، يحيط بها بحر القازاق، بالقرم من الشرق، كما يحيط بها البحر الأسود من الجنوب والغرب. عاصمة القرم هي مدينة المسجد الأبيض (آق مسجد) ويسميها الروس سيمفروبول، أغلب القرم سهول ومناخها هو مناخ أوروبا الشرقية الدافئ. أهم مدن القرم سيواستوبول، وكرج، وكفه، ويالتا، وباغجه سراي.

قلنا إن منطقة القرم تابعة الآن للإتحاد السوفييتي (روسيا) إلا أن هذه المنطقة تركية منذ قديم الزمان. حكمها وسادها الأسكيت وأتراك الخزر وسلاجقة الأناضول وخانية القرم والدولة العثمانية وهذه كلها أتراك.

في عام 1783م كانت احتفالات روسيا القيصرية بجلوس كاترينا الثانية على عرش روسيا. وفي هذا العام كان يحكم القرم شاهين كراي. وكان شاهين كراي هذا تابعا للدولة العثمانية إلا أنه كان وقعا تحت تأثير الروس. كان الروس يلعبون لعبة مزدوجة في القرم إذ ذاك، فهم من ناحية شاهين كراي يؤيدونه ويظهرون له الود والإخاء، ومن ناحية أخرى يحرضون معارضيه على الثورة ضده.

وقامت كاترينا الثانية بإهداء شاهين كراي بذلة عسكرية ورتبة روسية عسكرية، فارتدى شاهين البذلة وقبل الرتبة وشكر لكاترينا مجموعة المستشارين الروس الذين قدمتهم قيصرة روسيا لخدمة حاكم القرم.

لم يكتف حاكم القرم بهذا بل فرض على جيشه الزي العسكري الروسي وتطبيق الأسس العسكرية الروسية وأخذ في "تغريب" القرم، وأخذ في إعداد أسطول لكي يسيطر به على البحر الأسود كما صور له المستشارون الروس. وكان لابد لتحقيق هذا المال، وكان لابد من تحصيل المال من الشعب عن طريق الضرائب الفادحة، ثم أعقب ذلك بإلغاء الأوقاف. وأفاد الروس من هذا الجو الذي ساعدوا على ظهوره، فحرضوا معارضي شاهين كراي على الثورة ضده. وقام هؤلاء بتحريض شعبه عليه. ثم قامت الثورة ضد شاهين كراي، ففر إلى روسيا.

وبالطبع كانت فرصة الروس ـ في عام ذكرى تتويج قيصرتهم ـ فقامت القوات الروسية باحتلال القرم بحجة حماية شاهين وإعادته إلى عرشه. والذي حدث أنه لم يتمكن من عرشه وفقدت القرم استقلالها إلى الآن.

استولى الروس على القرم في نهاية القرن الثامن عشر، ومنذ ذلك الوقت وهم ينفذون سياسة تقليل عدد المسلمين الأتراك في المنطقة.

كان عدد مسلمي القرم وكلهم من الأتراك، عام 1783م يبلغ مليونا ونصف مليون نسمة ولما كانت السياسة الروسية تجاه شبه الجزيرة القرم تتركز في إجبار أتراك القرم على الهجرة الجماعية حتى تخلو شبه الجزيرة منهم تماما ويحل العنصر الروسي محلهم قامت الحكومة الروسية في بداية القرن العشرين بإجبار 200.000 تركي على الهجرة من القرم.

وما أن أتى عام 1917م حتى كان أتراك القرم قد بلغوا 565.000 نسمة، أي بنسبة 25 بالمائة من مجموع سكان القرم. وحسب الإحصاء الرسمي عام 1939م أصبح عدد الأتراك يبلغ 200.000نسمة، إلا أن حقيقة الرقم كان 300.000 نسمة.

وفي عام 1965م بلغوا150.000 نسمة. والنتيجة أن عدد أتراك القرم قد انخفض من مليون ونصف مليون نسمة عام 1783م إلى 150.000 نسمة عام 1965م.

أما الآن فلا يوجد في شبه جزيرة القرم مسلم قرمي واحد، أما عدد القرميين وهم مسلمون جميعهم ـ فيبلغ مليونا نسمة خارج الحدود الإقليمية لموطنهم الأصلي (القرم).

وهناك دلائل موثقة لا تنكر، تثبت أن الحكومة السوفييتية قد اتبعت في المدة الواقعة من عام 1920م إلى عام 1944م سياسة منظمة لإنهاء الوجود الإسلامي التركي القرمي من شبه جزيرة القرم، وذلك على تسع مراحل هي كالتالي:

المرحلة الأولى: كانت عام 1920م، قتل السوفيت (الروس) في هذه المرحلة 70.000 مسلم قرمي.

المرحلة الثانية: كانت في الفترة الواقعة من يونيو 1922م إلى نوفمبر 1922م. وكانت على شكل قحط مصطنع، قامت الحكومة السوفيتية في هذه المرحلة بنقل كل حاصلات القرم إلى خارج شبه الجزيرة. وعند إذاعة نبأ هذا القحط المصطنع، قام الصليب الأحمر الإيطالي بإرسال معونات غذائية عاجلة للمنطقة المنكوبة، فاعترض الإتحاد السوفييتي على هذا الإجراء ولم يمكن الصليب الأحمر الإيطالي من المسارعة في إنقاذ ضحايا القحط (وتعلمون ماذا يريد النصارى من هذه العملية يريدون استغلال وضع الشعب القرمي ليتعاطف مع النصارى ويسهلوا عليهم الردة في الإسلام، ونحن المسلمين لم نتحرك وننصر إخواننا المسلمين). وعلى هذا قامت الحكومة التركية بإرسال غلال مختلفة إلى أتراك القرم فأخذها السوفيت ولم يقدموا لأتراك القرم منها شيئا. والنتيجة أن مات من مسلمي القرم في ذلك الوقت 100.000 شخص(ولا حول ولا قوة إلا بالله).

المرحلة الثالثة: كانت عام 1928م، وفيها قام مسلمو القرم بثورة ضد الحكم السوفييتي وضد تصفية الحكم الذاتي للقرم، فحصدت القوات السوفييتية أرواح 3.500 مسلم قرمي. (استثنت قليلا من هذا العدد واستبدلت الإعدام بالنفي).

المرحلة الرابعة: كانت بين عامي 1929م – 1930م، وفيها طبقت المخططات السوفييتية النفي الإجباري على 40.000 مسلم قرمي نفتهم إلى منطقة الأورال ومنطقة سيبيريا، ومما يلفت النظر في هذه المسألة أن قسما هاما من هؤلاء المسلمين مات نتيجة للظروف القاسية في النفي في هاتين المنطقتين.

المرحلة الخامسة: وحدثت بين عامي 1933م ـ 1934م وكانت تتمثل في قحط شديد ظهر في المنطقة نتيجة لمصادرة السلطات السوفييتية لجميع المحاصيل الزراعية وغيرها من المواد في القرم وتصديرها خارج القرم.

وفي هذه المرحلة وأثناء هذه النكبة قام محمد قولاي رئيس اللجنة التنفيذية المركزية لجمهورية القرم السوفييتية ذات الاستقلال الذاتي باتهام موسكو رسميا بقوله: (إن بلاد القرم تتعرض لعملية نهب، ولا أحد يقدم الخبز لمواطني القرم الذين يتعرضون للجوع).

المرحلة السادسة : 1931- 1936م وهي مرحلة العداء السافر للسلطات السوفييتية ضد الدين. وفي هذه المرحلة أغلقت المساجد جبرا. واتبعت الحكومة سياسة قتل ونفي ضد علماء الدين والمثقفين الوطنيين، وقامت الحكومة بفرض التأثير الروسي على لغة القرميين التركية وعلى كتابتهم.

المرحلة السابعة: 1921ـ 1941م وهي المرحلة المعروفة بالرعب العام. فقد فيها أتراك القرم ـ مثلهم في ذلك مثل بقية شعوب الإتحاد السوفيتي ـ كل مثقفيهم، وكل هؤلاء الذين يمكن أن يقودوا أمتهم للتخلص من حكم الإتحاد السوفييتي الشيوعي. ونتيجة هذه المرحلة أن بلغ مجموع من ماتوا في المنفى خارج بلادهم الأصلية القرم بين 160 ـ 170 ألف مسلم قرمي.

المرحلة الثامنة: حدثت عام 1941م في فصل الربيع. وقامت بتنفيذها منظمة المخابرات السوفييتية (ن. ك. ف. د) عندما كان الجيش الأحمر يخلي القرم.

المرحلة التاسعة: وهي المرحلة الأخيرة فقد تمت عام 1944م عندما تم إلغاء جمهورية القرم ذات الاستقلال الذاتي ـ وتهجير أو بمعنى آخر طرد ـ جميع أتراك القرم المسلمين من أراضيهم، وموطنهم ووطن أجدادهم. والوثائق السوفييتية التي تم الحصول عليها في القرم عام 1941م، تثبت بشكل قاطع أن موسكو قد اتخذت القرار الخاص بمحو جميع أتراك القرم المسلمين بكاملهم في ذلك الوقت. وتقول المصادر السوفييتية إنه لم يبق في القرم في عام 1959م إلا العنصر الروسي فقط.

أصدر ستالين في مايو عام 1944م قرارا خاصا بنفي وطرد كل أتراك القرم من وطنهم الأصلي القرم إلى صحراء آسيا الوسطى وبلادها، وقامت عربات السكة الحديد المخصصة لنقل الحيوانات بنقل مسلمي القرم إلى المعسكرات التي خصصت لهم في آسيا الوسطى.

وفي عام 1956م تولى خرشوف السلطة في الإتحاد السوفييتي، وكان خرشوف معارضا لسياسة ستالين، وبالتالي فقد هبت على الإتحاد السوفييتي في ذلك العام رياح حرية تتعثر خجلة في هبوبها. وفي المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي الذي عقد في موسكو عام 1956م تمت إدانة ستالين بكل الجرائم التي ارتكبها في عهده.

هنا أراد مسلمو القرم ـ وهم الذين نفوا وطردوا جماعيا من موطن أجدادهم وآبائهم بأمر ستالين ـ أراد هؤلاء المسلمون استغلال جو الحرية النسبية الذي هب على الإتحاد السوفييتي مؤملين خيرا في خرشوف.

قدموا مذكرة لمجلس الشورى السوفييتي الأعلى، وكان هذا المجلس وقتها ايجابيا مع مذكرة شعب القرم الذي يطلب العودة إلى بلاده الأصلية وهو طلب شرعي. وأصدر مجلس الشورى الأعلى هذا القرار بأحقية شعب القرم بالعودة من المنفى إلى بلاده الأصلية شبه جزيرة القرم، لكن الحكومة السوفييتية رفضت تطبيق القرار.

ولم يهدأ شعب القرم بل قام بمراجعة هذا المجلس مرة أخرى وكان هذا طبيعيا. واعتبرت السلطات السوفييتية هذه المراجعة تمردا على النظام. فما كان منها إلا أن قدمت شعب القرم المنفي في آسيا الوسطى إلى المحاكمة العسكرية الجماعية. وظهر أمام شعب القرم أن خرشوف مخادع كاذب.

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
* يتبع..................................

 


توقيع الريادة  

 

رد مع اقتباس