[هذيان]

عبده خال



مناصفتك يالمسكين


هل أصبح المواطن هو الحصالة المفتوحة لمن يريد أن يمد يده ويأخذ منه ما يشاء (من غير إحم ولا دستور) تخيل أن تصلك رسالة من رقم لا تعرفه ويقول لك في الرسالة (ناصر ترى في تقديم على صندوق العقاري أرسل الرقم 5 إلى 857955) وطبعا لأنك مواطن ساكن بالإيجار طول عمرك فطبيعي أن تنصدم لمثل هذه الرسالة (الفرائحية) وتأخذك الحماسة والأحلام الوردية فتقوم بالإرسال دون تفكير ودون أن تهتم أصلا لمن أرسل لك هذه الرسالة، وبعد أن تنجز هذه المهمة يزداد (انشكاحك) حينما تتأكد أن الرقم الذي أرسلت له هو فعلا رقم يخص الصندوق العقاري، لأنك لن تنتظر طويلا حتى يصلك الرد على رسالتك وبرسالة مضادة مرحبة تنص على أهمية تأكيد رغبتك بقولهم: إذا أردت معرفه شروط التقديم أرسل الرقم 1 للذكور ورقم 2 للإناث ولكي لا تضيع منك الفرصة، تقوم بالإرسال وربما تتبرع بإخبار بقية العائلة عن الرقم السحري الذي وصلك وقبل أن تطول بشارتك وانتظار شكر العائلة على حرصك بتزويدهم بما هو خير لهم، يتصل بك أحد أقاربك ليفجر لحظة (الوناسة) التي تعيشها، ويقول لك: ترى جاتني نفس رسالتك (يابو الشباب) بس لوحدة اسمها أمل تقول الرسالة (أمل سارعي في تقديم على صندوق العقاري أرسلي الرقم 5 إلى 857955) وقتها لن تسعفك ضحكاتك في استدراك غفلتك، وستقلب مائة سؤال وسؤال على شاكلة:
هل وجد الصندوق العقاري في هذه الطريقة وسيلة لمص دمك، أم أن هذه الوسيلة نتاج أفكار شركات الاتصالات في البلد التي تتسابق لخطفك من داخل بيتك وتقطيعك مناصفة مع الشركات التي تصل بإعلاناتها إليك (غصبا عن وجهك).
وربما تفكر بصوت مسموع: هل أصبح الحبل على الغارب والكل يتسابق إلى جيبي المشقوق أصلا.؟
ولن تجدي كل الأسئلة التي تقلبها في رأسك بعد اكتشافك بأنك أشبه بكسرة خبز أولم عليها ودعي للوليمة كل أنواع النمل الزاحف والمتسلق والقاضم.
ومع كل قرصة أو (نتشة) لن ينفع أن تقفز صارخا بل عليك أن توطن نفسك لكل هذا (النتش) مادمت تبيت في العراء.
(ودستور ياسيادنا) في الصندوق العقاري.