[الوردة الزهري]

هل صحيح ان العبد يحرم الرزق بسبب ذنب يصيبه؟

إذا كان الذنب سبباً لحرمان العبد من الرزق فإن الاستغفار سبباً لجلب العبد للرزق
كما أن الذنب اذا كان سبباً لدخول النار فإن التوبة سبب لدخول الجنة.........فلكل دآء دواء
ولو كان معنى الحديث أن العبد بالذنب لا يرزقه الله لما رزق الله احدا ابدا ولو كان معنى الحديث ان الله لا يرزق من يذنب لمنع الله رزقه عن العصاة ولو صح معنى هذا الكلام على ظاهره لما أطعم ولا سقى الله كافراً شربة ماء.أن الذي يعصي يستهلك وقتاً في عمل المعصية لو كان استهلكه في طاعة لكانت طاعته هذه من جملة ارزاقه لكن الوقت كان مشغولا بغير الله والمشغول بغير الله لا يُشْغَلُ ، فتنصرف الطاعات عنه لانها لم تجد لها موضعا فالوقت مشغول بغيرها فيُحْرَم رزق الطاعة وقد يكون معنى الحرمان فوات أوقات الصفاء مع الله لان المعاصي التي لم يتب منها العبد تكدر صفو الاستقبال عن الله فيفوته لذة المعاني الربانية وجميل المجالسات الالهية ولطيف الاشارات الرحمانية ويكون مكانها وحشة فى القلب وضيق فى النفس لفوات لذة الصفاء مع الله وهذا رزق عظيم يفوت بظلمة المعاصي التي لم يتب منها العبد . وقوله تعالى :(فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ )أن كانت الارزاق بالطاعات والاستغفار لكان الانبياء والاولياء اكثر الناس أموالا!!