[رنيم سليمان]

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

أخبرك عن رأيي الشخصي في الموضوع
فالحُكم واضح ومفروغ منه منذ أن نُزّل في كتابه سبحانه ..

لكن تعليقا على عبارتك بتعجبك أن بعض الفتيات يقبلن المتزوج
فالحاجة والفطرة والأسباب التي تدفعهن للقبول عديدة
فأنتِ الآن ونحن نفكر من الناحية العاطفية فقط " الغيرة والمشكلات وغيرها "
فهناك من تتزوج لأجل أن تعف نفسها في زمن الفتن وهناك من تتزوج لأجل الضيق المادي التي تعاني منها الأسرة
أو أو .. وهناك من يتزوج لأنه لم يجد حاجته عند زوجته لسوء التفاهم بينهما ولديهم أطفال فيضطر إلى الحفاظ عليها مع تواجد أخرى
وغيرها من الأسباب ، وإذا وجد الرجل في نفسه الرغبة بالزواج فمن الصعب أن تُثنيه زوجته فكيف ترضى أن تعيش مع رجل يريد الزواج وهي تمنعه عن ذلك
لا أعتقد أنها ستكون راضية بالمشاعر التي تتلقاها منه في تلك الفترة فهو يرغب وامتنع ليس لقناعته أو لأجلكِ .. بل لأنك لاترغبين وهددته بالعواقب !

نعم أنا لا أقبل برجل متزوج لأسباب كثيرة
لكن هذا لايعني أن من تقبل فهي على خطأ أو اتعجب من تصرفها بل هناك مبررات لها أيضًا كما لي ..

وبالنسبة لما ذكرتِ " خراب بيوت " نعم للأسف فقد انتشر مابين بعض النساء الحقد والعين
وبين بعض الرجال الظلم والتفرقة وسوء المعاملة أو غيرها من الأمور
فلكل حدثٍ مُسبب .. وهذا لايعني أن الفعل نفسه خطأ ، بل لأن الأشخاص الذي وقع عليهم هذا الفعل لم يجيدوا معاملته


المسألة تعود للشخصيتين " الزوج والزوجة " فعند التعدد نحتاج إلى زوج عادل أولا
ثم نحتاج إلى زوج حكيم بتصرفاته فقبل أن يتزوج يحسن القول والتصرف بإقناع لزوجته والبقاء على حفظ مكانتها وكرامتها
هي وأبناءها

وفي نفس الوقت نحتاج إلى زوجة لاتتطبع بطابع العناد وإغلاق الأذنين وغيرها
وإذا اختلت الشخصية الأولى أو الشخصية الثانية ستختل بالطبع الحياة الزوجية وتبدأ المشكلات الكبيرة
وليست الصغيرة فالصغيرة طبيعية ..


كمثل من يحكم على الدين بسوء لأن الملتزمين لم يطبقوه بشكل صحيح ، أنت ماشأنك بالمطبقيه من زماننا ؟ الدين جاءك لتطبقه كما هو أنت وليس لتتبع مطبقيه من البشر ؟
إذا كان جميع المطبقين لايعصون الله ولايخطئون فلم الجنة ولم النار ؟


سأخبركِ بمثال : إحدى قريبات صديقتي " جميع العائلة بهذه الصورة - تعدد " لكن والله لو شاهدتِ واحدة منهن
تحب الثانية بشدة لدرجة أنني قلت في نفسي ماهذه الأراوح ماشاء الله تبارك الله ومن هذا الزوج الصالح العادل
مع العلم أنهم عائلة محافظة ، وعندما كنت أقابل الأطفال تأتيني فرحة وهي تقول : هذه اختي اختي من أبي وهي سعيدة جدًا
الطفل لا يستطيع أن يصطنع المشاعر وعندما تتلفظ بهذه العبارة والفرحة واضحة فهذا دليل أنها في بيئة فعلا عادلة ومُريحة والحمد لله
لا يشترط خلوها من المشاكل - بالطبع لا فهذه طبيعة الدنيا - ولكن على الأقل الأساسيات سليمة .


ثم لاحظي نقطة مهمة منتشرة هذه الفترة وهو ركض الرجل أمام الجمال مع تسطيح الاهتمام بالشخصية نفسها
ثم يتفاجأ بعد سنوات أنه غير قادر على التعايش معها لا من ناحية المسؤولية ولا التعامل وو فيضطر إلى تركها
فتبدأ لبلبة بعض النساء كيف تزوج فتاة أقل منها جمالا ووو وهم لايدركون السبب ! ولكنه تدارك خطأه بعد أن جرّب بنفسه


ستسأليني ماذا عنكِ هل ترضين أن يتزوج عليكِ زوجك ؟
سأقول لك أنا أكبر غيورة : ) ولو تزوجتْ وحدث ذلك الموقف فأسأل الله أن يثبت قلبي هو القادر على ذلك
ومن الأسباب التي تدفعني أيضًا لعدم تأييد التعدد في هذا الزمن
هو أن مسؤولية الزوج ومسؤولية التربية أصبحت أصعب من السابق مع تغير الزمن والثقافات فهي تحتاج إلى نسبة كبيرة من الوعي والتفرغ


نحن بحاجة إلى الإيمان الكافي الذي يدفعنا إلى القبول بل التلذذ بالرضا لكل أمر كُتب له الجواز أو الوجوب في الشرع
وندرك جيدًا أن كل مايحدث من أمر الله وخيرته وحكمته فهو أرحم بي من زوجي ومن والدتي بل ومن الجميع ولكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد
فأسأل الله أن يكتب لنا تمام الهداية بل وأعلى مراتب الإيمان والإحسان

كمثل من يتوفى له قريب ويبتسم ! هو لايفتقر إلى الرحمة أو الحب أو العاطفة بل يملك إيمانًا يجعله يرضى بكل قضاء أمره الله
فهو يعي جيدًا من هو ربُّه .