إنْ أرَدت أن تتحَدَّث عَن المَرأة عليكَ أوَّلاً أنْ تتوَضَأ ! فَـ هِي كـَ أسطُورَة مِنْ العَصرِ القدِيم لِـ عِظمَتِهَا. نَسمَعُ عَنهَا أجمَل النُّعُوت وَ أعذَبُ الحرُوف وَ أكمَلِ الوُصُوف. إنْ أرَدتهَا سِترًا كَانَت لكَ غِطَاءً مِنْ حَريرٍ نَادِر , وَ إنْ أرَدتهَا نُورًا كَانَت لَكَ ضِياءً على كَونَك وَ عَالَمَك. فَـ اَحذَر عِندَ مُعامَلتكَ لَهَا , أخشَى أن تحِلَّ عَليكَ لَعنتَهَا وُ تُصبِح _ هِيَ _ مِمَّن لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ .,!
الأُنُوثَة رِوَايَة ضَخمَة مَازَالت تُكتَب , مُفعَمَة بِـ أَحَاسِيس مَا فَوق السَّمَاء , تحكِي قِصَّة كَيَان يَبحَثُ عَن الأمَان. لا تكتمِل إلاَّ عِندمَا تتشَكَّل عَلَى هَيئة إمْرَأة مَوصُوفة بِـ الحَيَاءِ وَالخَجَل. الرِّقَة وَمِيضُهَا وَ البَسمَةً شَفيعُهَا وَ الأخلاق صَديقُهَا وَالأدَب تاجُهَا. فَـ هِيَ كـ اِنعِكَاسَات الألمَاسِ النَّادِر عِندَمَا يصطِدم بِـ نُور إمْرَأة فِي سِن الطُّهر.
فِي نَظَرِه هِي ذَاكَ الأمَان الذِّي يَرغَبُ فِيه , وَ ذَاكَ الظَّهر الذِّي يَستنِدُ عَليه. إن شَدَّ رَخَت وَ إن رَخَى شَدَّت. هِي ذَاكَ النِّصفُ الذِّي يُزيِّنُ عَالَمهُ الذُّكُورِي وَ تُحوِّلُه إلَى عَالَمٍ لايَملِكُه إلاَّ طِفلاً شَغَفُه حُبَّهَا بَل ذَاكَ الآمَان الذِّي يَصطَفُ مُتَنَاغِمًا مَعَ دِفء قلبَهَا الرَّقِيق مُحَاوِلاً بِذلِك الإندِمَاج بِـ جَوهرهَا الدَّاخِلِي. فَـ هَل تعتَقِد يَـ آدَم أنِّي أصَبت أم أنَّنِي قد هَذيتُ بِمَا أتمنَّاه .,؟!
ـــــ-----------------------------
يا لهذا الكيان الانثوي العجيب الذي لا يفهمه سوى من تقرب منه، فإنها سريعة البديهة بما يريده نصفها الاخر حتى دون ان تقترب منه لتعرف ما يريد ، فقد وهبها الله كتلة من المشاعر واوجد فيها شعلة من الاحاسيس والاستشعار فتسرع لتعمل ما يمليها احاسيسها تجاه ذلك الكيان علها ان تحظى برضاه ، فهي مزيج بين العاطفة والاحاسيس التي لاتنفك عنها وتريد من يبادلها تلك المشاعر و يدخل الى عالمها، ظنا منها ان آدم يشعر بها كما هي تشعر به متناسية بذلك ان كيان الذكوري يختلف عن كيانها فـ حاسة الاستشعار والاحاسيس ضئيلة جدا بسبب ذلك الكيان الذي غلب عقله احاسيسه ومشاعره فهو لا يتخيل ماذا يريد نصفه الاخر لان الاحاسيس و الاستشعار لديه اقل بكثير مما لديها ويصبح عليه من الصعب ان يتنبأ ماذا تريد في التو واللحظة