عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 09-09-2008, 06:07 AM   #3

!!توصي شيء!!

جـنـونـ الـعـاطـفـهـ

 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
التخصص: موارد بشرية .. !!
نوع الدراسة: انتظام
المستوى: السابع
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,224
افتراضي مشاركة: كيف تكون متفائلا دائماً ..؟

انت متفائل ..

\
/
\

حينما ترى وطنك مغتصبا من أعدائك، أرضك تنهب أمام مرأى عينيك وأنت لا تقوى على الدفاع عنها لأنك ضعيف، فلا تملك سوى أن تبقى صامدا على هذه الأرض، تدعو الله أن ينتقم من هذا الغاصب، وأن يأتي اليوم الذي تستعيد فيه ذاك الجزء من قلبك المسمى أرضا، عندها أنت متفائل




عندما ترى ابن جلدتك، ربما هو من أقرب الناس لك، ربما دمك يختلط بدمه، أخوك، ابن عمك، جارك، ابن قريتك، مدينتك، أو على الأقل يتحدث بلهجتك، عندما تراه يحمي الغاصب ويقتلك، يتمتع برؤيتك تنزف، يقتنص الفرصة لكي يؤذيك ويشمت بك. وتحفظ أنت هذه القرابة في الدم، ربما لأنك تسمو عليه بخلقك، أو لأنه أيضا أقوى منك، وتبقى أنت تمد يدك له لعله يعود، وتفتح صدرك له لعله في يوم يحضنك، وتناديه لعله يسمعك، أو ترفع كفيك إلى السماء تشكو إلى الله ظلمه، لكن تأبى أن تحني هامتك رغم كل ذلك، لأنك تعلم أن الظلم يزول، وأن الحق سيرتفع وإن طال الزمان، حينما تؤمن بذلك فأنت أيضا متفائل




حين تبذل دمك وجسدك ووقتك في خدمة إخوانك، حينما لا تتاونى عن لحظة تقدم لهم فيها خدمة أو نصيحة، حينما تحاول أن تلتصق بهم لتصبح جزءا منهم، حينما تضم ذراعيك عليهم، تحضنهم إلى صدرك لا ترغب في رحيلهم، وتراهم وهم في حضنك يغرسون خناجرهم في ظهرك، وفي الوقت الذي تعطيهم القوة منك للوقوف، يحاولون إضعافك وإسقاطك، لكنك رغم ذلك تبتسم لهم، تشعرهم بسعادتك بقربهم رغم كل تلك الجراح، تمني نفسك بيوم يعودون فيه، يحضنوك بحنين ولهفة، ويمسحون دمعة رسمت على خدك، حينما يساورك هذا الشعور أنت بلا شك متفائل




حينما تشعر بالغربة حتى في بيتك، أو حتى قل في نفسك، حينما لا تجد نفسك في هذا المكان، تعيش فيه جسدا وروحك تسافر بعيدا، تنازع الحياة والموت معا، تحيا في بحر من الهموم، وفي غربة لا تجد من يفهمك، أو من يحس بما تحس، أو يبادلك شعورا تحمله له، لكنك رغم ذلك تقاتل كي تبقى حيا، حتى ولو عشت غريبا، فأنت تشعر أنه في كثير من الأحيان الغرباء هم السائرون في الطريق الصواب، ليس معنى غربتك أنك شاذ، ربما أنت متميز، إذا أيقنت أنك أنت المتميز في هذا العالم، فقد وصلت إلى صفة متفائل




حينما يهجرك حبيبك، يتركك في أحلك الليالي، وأصعب اللحظات، عندما تكون في أشد الحاجة له، ينسحب برفق من بين ذراعيك ويمضي، يرى الدموع في عينيك ويحاول أن يتجاهلها، ربما لأنه يكتم دمعة في عينيه لا يريد أن تراها، أو لأنه يخشى أن يضعف فلا يرحل، أو لأن قلبه قاسٍ لا تحركه الدموع، يرحل تاركا لك كلمة الوداع الأبدي، لكنك تتمسك بالأمل أن يشده الحنين إليك يوما فيعود، يفتح ذراعيه لك من جديد، يمسح تلك الدمعة التي كان هو سببها، أو تحلم بأن تجد حبيبا غيره، يفهم معنى الحب، يكون هو قرينك الذي خلق لأجلك، ملاكك الذي خلقه الله لك على هذه الأرض، حينما تتحلى بتلك الشجاعة في ساعة الوداع، وتحلم بالحب الحقيقي فأنت حتما متفائل




حينما تحاول الكتابة فتخونك الحروف والكلمات، وتضيع الأفكار في عقلك فلا تعرف أين تبدأ وأين تنتهي، لا تستطيع أن تصوغ جملا تحمل معانيا، أو تنظم أبياتا جمالية كما كنت من قبل، حينما تقضي الساعات في تفكير طويل دون أن تكتب جملة، لكنك رغم شدة ضيقك تحتفظ بقلمك فلا تكسره، وتحتفظ بأوراقك فلا تمزقها أو تحرقها، لأنك تعرف أن هذه لحظة كدر، يتلوها صفاء الذهن، وهدوء النفس، وبعد هذا ستكتب أجمل أشعار وأبلغ كلمات، حين ذلك أنت لا زلت متفائل




حينما تعتاد على القراءة لكاتب، تجد كتاباته على وتيرة واحدة لا تتغير، ربما في بعض الأحيان تترك في نفسك غصة، أو تنقلك من حالة الفرح إلى الكآبة، لأنه صبغ أوراقه بلون الحزن المتأصل في عمق حروفه، فبات لا يتقن كتابة غيرها، ورغم ذلك فأنت كلما أمسكت قطعة عليها اسمه، لا تملك أن تلقيها وتبحث عن غيرها، لأنك تظن أنه ربما في يوم من الأيام سيصبح سيد هذا اللون من الكتابة، أو سيمله ويكتب في غيره، تحاول أن تعتاد على معرفة كتاباته دون أن ترى اسمه عليها، فأنت بلا شك متفائل
\
/
\
نقلاً عن مُدون فلسطيني ..

 

توقيع !!توصي شيء!!  

 

حسبي الله لا إله إلا هو ..

عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ..

.. ربِ لا تذرني فرداً وانت خير الوارثين ..

 

!!توصي شيء!! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس