السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعريف الصدقة: هي النفقة التي يطلب بها الأجر، وتطلق على الفرض والنفل، إلا أن عرف الاستعمال في الشرع جرى في الفرض بلفظ الزكاة، وفي النفل بلفظ الصدقة.
....
جعل الله الإنفاق على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين ، فقال عنهم :
{ إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون ،
وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } (الذاريات: 16-19)
.................
والكرم والجود ، وهو الذي أمر الله به نبيه عليه الصلاة والسلام بقوله :
{ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا } (الإسراء: 29)،
وامتدح به عباده المؤمنين بقوله : { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما } (الفرقان: 67) ،
وتصف أم المؤمنين السيدةعائشة رضي الله عنها زوجها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالقول :
كان جوادا وأجود ما يكون في رمضان كالريح المرسلة)
لذلك فإن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ .
..........
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والمعروف"(42)،أخرجه البخاري في صحيحه
...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إن أعظم الصدقة لقمة يضعها الرجل في فم زوجته " رواه البخاري 56 ومسلم 4185
وحديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ وفيه قوله صلى الله عليه وسلم :
"يا معشر النساء تصدقن؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار،
فقلن: وبِمَ يا رسول الله؟
قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير"(73)، رواه البخاري
.........................
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(أفضل الصدقة سقي الماء) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة .
...........
وإن للجنة باب يقال له: باب الصدقة، يدخل منه المتصدقون؛
لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنفق زوجين(84)
في سبيل الله(85) نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير ـ إلى أن قال ـ ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة.."(86)
(84) المراد بالزوجين: إنفاق شيئين من أي صنف من أصناف المال من نوع واحد. انظر: فتح الباري لابن حجر: 4-134.
(85) المراد بقوله: (في سبيل الله): عموم الإنفاق في وجوه الخير، وقيل: مخصوص بالجهاد، والأول أصح وأظهر، انظر: شرح مسلم للنووي: 7-162، فتح الباري لابن حجر: 7-34.
(86) البخاري ، فتح 4- 133 رقم: 1897، مسلم: 1
..........
وفي قوله تعالى :
( إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ
وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271).
....................
وفي قوله تعالى :
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة {البقرة: 245}
..........
قول الله تعالى :
إن الحسنات يذهبن السيئات {هود: 114
.........
قال الله تعالى:
“الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم”.
............
وقول الله عــز وجــل :
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السمـوات والأرض أعـدت للمتقـين 133
الذيـن ينفقـون في السـراء والضـراء والكاظمـين الغيـظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين {آل عمران: 133، 134}
...............
وقوله صلى الله عليه وسلم :
"والصدقة تطفئ الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا"(41)، صحيح ابن حبان
........
قوله تعالى :
خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها {التوبة: 103}(
.......
ومن الأحاديث الدالة على عظم أجر الصدقة
قوله صلى الله عليه وسلم :
"ما تصدق أحد بصدقة من طيب ـولا يقبل الله إلا الطيب ـ إلا أخذها الرحمن بيمينه ـ
وإن كان تمرة ـ فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل؛ كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله"(30)(31)،
(30) الفلو: ولد الفرس إذا فطم عن أمه، والفصيل ولد الناقة إذا فصل عن الرضاع.
(31) البخاري، فتح 3- 326 رقم: 1410، مسلم: 1
....
وقوله صلى الله عليه وسلم : "من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبع مئة ضعف"(33)
المسند وصححه الألباني
....
وقوله تعالى :
(الذيـن ينفقــون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم
ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون {البقرة: 274}
.....................
قال تعالى :
فأما من أعطــى" واتقـــى وصــدق بالحسنى فسنيسره لليسرى" {سورةالليل: 5 - 7}
وقوله عز وجل :
لن تنالوا البر حتى" تنفقوا مما تحبون {سورةآل عمران: 92}
.......
قال صلى الله عليه وسلم :
"من فطَّر صائماً كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء"(112)،صحيح المسند
وقوله صلى الله عليه وسلم :
"من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازياً في سبيل الله بخير فقد غزا"(113)، رواه البخاري
......
الصدقة جالبة للرزق:
ودل على ذلك أدله كثيرة منها
قال الله تعالى ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) {سبأ: 39}،
...
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
( قال الله : أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك ) رواه البخاري ومسلم
...........
وقوله صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ حين قالت له: ما لي مال إلا ما أدخل عليَّ الزبير فقال لها: "أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك"(61).رواه البخاري
قوله صلى الله عليه وسلم :
"ما نقصت صدقة من مال"(59)رواه مسلم
...........
وقوله صلى الله عليه وسلم :
"ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما:
اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً"(54). رواه البخاري
............
وقال صلى الله عليه وسلم : "اجعلوا بينكم وبين النار حجاباً ولو بشـق تمــرة"(78) ، رواه الطبراني
..........................
وعادَ -النبي صلى الله عليه وسلم- بلالاً ذات مرة في مرض أصابه ، فأخرج له بلال كومة من تمر ، فقال : ما هذا يا بلال ؟ قال : ادخرته لك يا رسول الله ، قال :
( أما تخشى أن يجعل لك بخار في نار جهنم ، أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ) رواه الطبراني وغيره بإسناد حسن .
.............................
وهكذا كان الاهتمام بالصدقة والإنفاق في سبيل الله تعالى،
فالصدقة هي الدليل وهي البرهان على صحة الإيمان وقوته..
كما قال الرسول صلوات الله وسلامه عليه:
“والصدقة برهان”.
............................................
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمامان البخاري ومسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه: “قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟
قال: أن تصدق وأنت صحيح حريص تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان”..
وفي رواية الإمام مسلم: “أن تصدق وأنت صحيح شحيح”
والشح أعم من البخل وكأن الشح جنس والبخل نوع.
.............................
...........................................