عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 10-02-2010, 02:44 AM
الصورة الرمزية *Casper*

*Casper* *Casper* غير متواجد حالياً

Casper

 
تاريخ التسجيل: May 2008
التخصص: لغة انقليزيه
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 212
افتراضي مداس أبي القاسم



بسم الله الرحمن الرحيم

((بعد انقطاع عن المنتدى العام .. وتواصل عبر منتدى اللغات الأوروبية .. نعود وعسى يكون العود احمد ))

أحببت أن أعود بهذه القصة الطريفة :


كان في بغداد رجل اسمه أبو القاسم الطنبوري . وكان له مداس وهو يلبسه سبع سنين , وكان كلما تقطع منه موضع جعل مكانه رقعة إلى أن صار في غاية الثقل . وصار الناس يضربون به المثل .

فاتّفق انه دخل يوماً سوق الزجاج فقال له سمسار يا أبا القاسم , قدم إلينا اليوم تاجر من حلب ومعه زجاج مذهّب قد كسد , فأشتره منه , وانا ابيعه لك بعد هذه المدة , فتكسب به المثل مثلين ! فمضى واشتراه بستين ديناراً .

ثم انه دخل سوق العطارين , فصادفه سمسار آخر وقال له : يا أبا القاسم , قدم إلينا من نصبين ( قاعدة ديار ربيعة) تاجر ومعه ماء ورد , ولعجلة سفره , يمكن أن تشتريه منه رخيصاً , وأنا أبيعه لك فيما بعد , بأقرب مدة فتكسب به المثل مثلين ! فمضى أبو القاسم واشتراه أيضاً بستين ديناراً أخرى . وملأ به الزجاج المذهب وحمله , وجاء به فوضعه على رف من رفوف بيته في الصّدر ! ثم إن أبا القاسم , اشتهى دخل الحمام يغتسل فقال له بعض أصدقائه : يا أبا القاسم , أشتهي أن تغير مداسك هذا فإنه في غاية الشناعة ! وأنت ذو مال بحمد الله ! فقال له أبو القاسم : الحق معك فالسمع والطاعة .

ثم إنه خرج من الحمام , ولبس ثيابه , فرأى بجانب مداسه مداساً آخر جديد فظنّ أن الرجل من كرمه اشتراه له , فلبسه ومضى إلى بيته .

وكان ذلك المداس للقاضي , وقد جاء في ذلك اليوم إلى الحمام , ووضع مداسه هناك ودخل يستحم , فلما خرج فتّش عن مداسه فلم يجده , فقال : أمن لبس حذائي لم يترك عوضه شيئاً ؟ ففتشوا فلم يجدوا سوى مداس أبي القاسم ! فعرفوه لأنه كان يضرب به المثل .

فأرسل القاضي خدمه فكبسوا بيته فوجدوا مداس القاضي عنده , فأحضره القاضي , وضربه تأديباً له , وحبسه مدة , وغرمه بعض المال وأطلقه , فخرج أبو القاسم من الحبس واخذ حذاءه وهو غضبان عليه ومضى إلى دجلة ! فألقاه فيها فغاص في الماء فأتى بعض الصيادين ورمى شبكة فطلع فيها فلما رآه الصياد عرفه وظن انه وقع منه في دجلة فحمله واتى به بيت أبي القاسم فلم يجده ! فنظر فرأى نافذة إلى صدر البيت , فرماه منها إلى البيت فسقط على الرف الذي فيه الزجاج فوقع وتكسر الزجاج وتبدد ماء الورد فجاء أبو القاسم ونظر إلى ذلك فعرف الأمر فلطم وجهه وصاح يبكي وقال : وافقراه ! افقرني هذا المداس الملعون ! ثم إنه قام ليحفر له في الليل حفرة ويدفنه فيها فيرتاح منه , فسمع الجيران حس الحفر فضنوا أن أحداً ينقب عليه , فرفعوا الأمر إلى الحاكم , فأرسل إليه وأخضره وقال له : كيف تستحل أن تنقب على جيرانك حائطهم ؟؟ وحبسه ولم يطلقه , حتى غرم بعض المال !. ثم خرج من السجن ومضى وهو حردان من المداس , وحمله إلى كنيف الخان ورماه فيه , فسدّ قصبة الكنيف ففاض وضجر الناس من الرائحة الكريهة ! وبحثوا عن السبب , فوجدوا مداساً فتأملوه فإذا هو مداس أبي القاسم فحملوه إلى الوالي واخبروه بما وقع , فأخضره الوالي ووبخه وحبسه وقال له : عليك تصليح الكنيف ! فغرم جملة مال وأخذ منه الوالي مقدار ما غرم تأديباً له واطلقه ..


فخرج أبو القاسم والمداس معه – وقال وهو مغتاظ منه : والله ما عدت أفارق هذا المداس ! ثم إنه غسله وجعله على سطح بيته حتى يجف فرآه كلب فظنه رمّة فحمله وعبر به إلى سطح آخر . فسقط من الكلب على رأس رجل فآلمه وجرحه جرحاً بليغاً , فنظروا وفتشوا لمن المداس , فعرفوا أنه لأبي القاسم ! فرفعوا الأمر إلى الحاكم فألزمه بالعوض , والقيام بلوازم المجروح مدة مرضه . فنفذ عند ذلك كل ما كان له , ولم يبق عنده شي ! ثم إن أبا القاسم أخذ المداس ومضى به إلى القاضي وقال له : أريد مولانا القاضي أن يكتب بيني وبين هذا المداس مبارأة شرعية على انه ليس مني ولست منه ! وأن كلاً منا برئ من صاحبه وأنه مهما يفعل هذا المداس لا أُخذ أنا به . وأخبره بجميع ما جرى عليه منه ! فضحك القاضي ووصله ومضى …
رد مع اقتباس