عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 27-09-2011, 11:56 PM

Aishah AL-farhah Aishah AL-farhah غير متواجد حالياً

لا إله إلا الله

 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
التخصص: لغة القرآن
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,365
Skaau.com (5) ستسري الدماء مجددا ~ من وحي قلمي
















،،
ستسري الدماء مجدداً في عروق الفكر

بين حزن مما آل إليه حال الأمة ، وتفاؤل بما سيؤول إليه الحال مستقبلاً ، أجدني أبصر بريقاً يلوح في الأفق البعيد ، أبصره حيناً ، وأحياناً يحول بيني وبينه غبارٌ آخذ ٌ في تشويه الصورة منذ أزمان بعيدة ، وعزائي أنه باق ٍ بصورته الجميلة في مخيلتي يرسم لي طريقاً مزهراً نحو مستقبل أفضل ، وإن كان يقبع خلف ما تحدثه موجات الغبار من ظلمات جرّت بعضها بعضاً ، حتى أثقلت كاهل المتطلعين لانقشاع الظلمات ، سيصبرون ويجاهدون إن أبصروا ببصائرهم ذلك البريق ، الذي يوقد فيهم أمل التطلع إلى فجر جديد ، والسعي لإحلاله محل الليل الجاثم على صدر الأمة ، وإن عجزت بصائرهم عن نجدتهم لرؤيته بل حتى لتخيله ، سيخضعون ويستسلمون .
يقيني بصحوة جديدة توقظ الأمة من سبات دام طويلاً ، وتحررها من معاقل التخاذل والخنوع ، وتنتشلها من مستنقع الركود الفكري ، وتقشع عنها ليلاً سلبها أعز ما ملكت دونما تشعر ؛ سلبها لواء الفكر والحضارة ، وتكسوها فجراً جديداً بحلةٍ جديدة ، وتضخ في عروق فكرها دماءاً أخرى ، دماءاً ليست غريبة عنها ، بل هي دماء آبائها وأجدادها من حملوا لواء الدين والعلم والأخلاق إلى أقصى الأرض وأدناها ، دماءاً صافية طاهرة ، أمدت الروح البشرية فيما مضى بما كفل لها التقدم والرقي والسمو، يقيني ذلك يجعلني أتفاءل بالمستقبل ، وأقول لهذه الأمة العظيمة : أن لا تهنوا و لا تحزنوا وأنتم الأعلون .
كل ما يحدث اليوم هو تاريخ الغد ، وتاريخ الغد سيقول: إن الأحداث كانت تدفع الأمة إلى هذه الصحوة ، كل ما يحدث اليوم يدفع الأمة إلى منحدر يجعلها في موقف حرج ، يوقد فيها ناراً أخمدها تكالب الأعداء عليها من كل حدب وصوب ، فهناك وعلى ذلك المنحدر يدفع المتكالبون الأمة إلى طريق مسدود ، يجعلها تقذف بنفسها في الهوة ، كما يظن المتكالبون أو يأملوا ، ولكن الحقيقة التي يغفل عنها المتكالبون أن سنة الله قضت ببقاء المدافعين الذين يدافعون عن عقيدة التوحيد إلى أن تقوم الساعة ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ، فذلك الطريق المسدود في نظر المتكالبين ؛ ما هو إلا بداية طريق الصحوة .
يقول المتكالبون عنها الكثير وينتقصونها ، وينسبون لها كل معايب الأمم والمجتمعات ، وأقول: إن ما يقولونه نسبة لحاضر الأمة ؛ لا يعدو أن يكون حقاً أريد به باطل ، فالأمة اليوم بالنسبة لماضيها من أضعف الأمم وأقلها حظاً ، وهم بنعيقهم هنا وهناك لا يريدون أن يظهروا هذه الحقيقة بموضوعية ، بل يريدون الحط من شأن هذه الأمة العظيمة في نفوسنا ، ويعملون على تفريقنا والنيل من وحدتنا ، ولكن الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ قال في بيان حقيقتهم : (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) الحشر/14 ، وبينما تلازمهم هذه الحقيقة ما داموا ، نسير نحن بإذن الله في طريق الوحدة الذي قد عهدناه من قبل ، عهده آباؤنا وأجدادنا حتى غدوا كالجسد الواحد فيما مضى ، يعمل المتكالبون على الحط من قدر نهضة العلوم العظيمة التي حملنا لواءها قروناً طوال ، وسخرية القدر تفاجئهم كل يوم بحقيقة أن نهضتهم العلمية الراهنة ؛ ما هي إلا فرع عن نهضتنا التي عاش العالم في فيئها قروناً طوال ، فرع أُثقِل بالثمار الناضجة وتساقطت ثمراته لتغذي الروح العلمية للعالم اليوم ، وبعد أن أصاب العالم الشبع نسوا أن ينسبوا الفضل للأصل لا للفرع ، عملوا بطرق شتى استنفذت كثيراً من طاقاتهم وجهودهم ، على الحط من شأن لغة القرآن في نفوسنا ، ويخفون الارتياب والقلق من حقيقة صمود هذه اللغة أمام عامل التغير والتطور عبر الزمن ، وهو عامل اندثرت بفعله لغات العالم القديم مع ما كانت تمثله من حضارات ، لغات زامنت اللغة العربية التي ما تزال غضة فتية .
وللأسف قد نجحوا ولو جزئياً في كل هذا ، نجاحاً روجت له وسائل الإعلام ، وكيف لا ينجحون ولو على الأقل نجاحاً ظاهرياً ، وقد استخدموا كل معول هدم امتلكوه من غزو فكري وغيره ، هدموا به بناءنا وامتدت عمليات الهدم هذه قروناً عدة ، وعلت الأجواء من حولنا سحابة غبار كثيفة ، حجبت عنا ضوء الشمس ، وما إن انهوا عمليات الهدم حتى انطلقوا إلى حياتهم الصاخبة الماجنة واشتغلوا بها ، وهناك على أنقاض بناءنا المهدوم كنت أقف أترقب ، ها هي سحابة الغبار تنقشع و ضوء الشمس يتسلل إلى أطراف الصورة الماثلة أمامي ، لأرى بريقا أعطى الصورة بعداً جمالياً يوحي بجانب مضيء مقابل الجانب المظلم الغالب على الصورة ، رأيت أن معاولهم كانت أكبر من أن تصل إلى هذه الأجزاء الصغيرة من الأساس ، التي مازالت تقف هنا وهناك بكل شموخ ، هذه الأجزاء الصغيرة المترامية هنا وهناك تحت وبين الأنقاض ، ستنموا بل هي تنموا في الخفاء ، وإن كانت بعضها تنتظر رفع الأنقاض عن ظهرها لتستطيع الوقوف والبدء مجدداً ، فأمة عظيمة كأمتنا ونهضة عظيمة كنهضتنا لا تموت ، بل قد تخمد إن اعترضتها ريح قوية فتعود لتشتعل دائماً وأبداً كالشعلة ، بل إن هذه الريح أحياناً هي ما تعيد اشتعالها وتزيد استعارها ، فستعود لسابق عهدها ، تمد العالم بالنور وتهديه إلى سبيل الخلاص .


شاركت بهذا في مسابقة ففزت بالمركز الثاني
بقلم / عائشة

انتظر أقلامكم المقيّمة ، علني أرتقي بما لديّ على سلالم نصائحكم المبدعة ~

التعديل الأخير تم بواسطة رغد محمد ; 28-09-2011 الساعة 03:42 PM. سبب التعديل: إضَــافة ختم الإبـــــدَاع مِن إدارَة المُنتــــــــدى ..~
رد مع اقتباس