29-03-2010, 01:58 PM
|
#3
|
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
|
رد: من يصدُقني .. و .. يصدقني .. !
|
|
|
|
.
.
كجنديين عائدين للتو من هلمند .. !
تحملان أمتعتكما الثقيلة .. في حقائبكما حكايات وأكثر عن وطن ضائع .. !
وبوصلة تخون الاتجاهات .. !
وخيبات بعدد ذرات الغبار الذي يعلق في فضائنا .. !
.
.
أول مطار تدلفان من رحمه .. هو أمٌ لكما .. ؟ .. !
أول يوم .. وأول ساعة تستنشق صدوركم هواء أمريكا .. !
وتصيبكما دهشة المولود الذي ينساب إلى الحياة دون علمه.. فيقرر البكاء أولاً .. !
تلك اللحظات تحديداً أعياد ميلادكما القادمة .. !
.
.
أول شارع يحتضنكما هو أب لكما .. ؟ .. !
لايهم إن لم يستقبلكما أحد .. ولا يحتفي بنصركما أحد .. !
أنتم تنتصرون لذواتكم التي لاترضى الهوان .. !
أنتم تمزقون أستار العتمة .. وتمنحكم الحياة خارطة تحقيق الأحلام .. !
.
.
وانا أذرع جسد هذه المدينة العارية .. التي مزق الذئاب أرضها وضميرها بأنياب حادة .. !
تنهشني الوحشة في سمائها .. وتمتص ذكرياتي أرصفتها الجدباء .. !
أتذكركما وكأني فقدت عينان للحياة كنت أبصر بهما .. !
ذكراكما نسائم عليلة لازلت أمارس بها الحياة في هذا الجحيم الذي يسمى .. وطن .. !
ذكراكما نجم اهتدي به في ليالي الضياع .. !
وفي كل الأماكن المزدحمه في ذاكرتي .. أصادفكما .. !
.
.
حزن صامت يمتزج في وحدتي ويخلقان وجع له مثل أصواتكم ..
الزمن هنا لغوب .. وهذا اليوم حرون متكاسل .. !
أشعر فيه بتعاسة بحجم ذرات الفراغ في هذا الوطن .. أريد ان انجو ببعض أحلامي كما فعلتما .. !
الحياة هنا تؤهلك أن تكون حيوان أليف .. وفي أفضل الحالات فحل يقود القطيع .. !
ويمكنك أن تنمو بكثافة الفيل إن استطعت .. ولكن لن تستطيع ان تكون إنساناً .. !
وطنٌ يتنفس برئة مثقوبة .. ونخاع معطوب .. القوادون فيه أكثر شعبية من سيارة (كامري) .. !
.
.
لن أحسدكما على غربتكما .. لكل منا غربته .. !
ما بي غربة تسافر معي .. تسكنني .. غربة داخلية موغلة في القدم .. !
بدوي يحتطب أضلاعي .. يشعل في جوفي ناراً .. بيده سكين أحمر .. !
يذبح أنفاسي للغرباء .. يتحالف مع الريح والأوهام .. !
يجعلني أعبد أسماء آبائي الحسنى .. والشياطين المقدسة .. !
نحن هنا مزيد من الأصفار خلفتها الآحاد ورائها .. ربما نحن شئ مزيف .. !
أو شئ متورط في الوجود .. أذكر أني حاولت الانتحار شنقاً في بطن أمي بالحبل السري .. !
وسأفعلها مجدداً اذا تكررت وقاحة القدر .. !
.
.
كل ما عليكما أن تعيشا بإحساس جديد .. طفولي .. ملئ بالدهشة .. !
وانا سأستلم لإلتهاب أيامي المزمن .. والليالي المقفرة .. والجدب .. !
وظمأ الأسئلة .. وقحط الأجوبة .. والسراب .. سأنتظر الغيمة التي لاتجئ .. !
وأمقت العادات وسنن الأولين .. حيث لايسمعني أحد .. ولايذاع سري .. !
وسأفتق شفرة لساني الملئ بالخير والشر .. وتتحول أسناني الى منشار .. يتقن الحش .. !
والشمس المراهقة ستبقى تترصدني .. تلهو في وجهي أينما ذهبت .. !
أوووه .. أشعر بالتعب .. وأريد أن أستريح .. ساخلع عقلي وأضعه بباب مسجد وأهرب .. !
أو أرميه في مقبرة بوسط المدينة .. يرمي بها السكارى قواريرهم الفارغة .. !
.
.
غيابكما يجعلني أشعر أني أقلية وسط أقلية .. !
غيابكما غيمة حزن لاتفارق سمائي .. !
غيابكما لحن يعزف الحزن على اوتار الحنين .. !
غيابكما دفعني ان أكون هنا .. في مهمة استثنائيه .. !
غيابكما ليس غربة واحدة ... أغراااب .. !
.
.
أرجوكما صدقاني .. !
.
.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|