رد: فصول ..!
الإنسان بطبعه يخشى الأشياء الغامضة فما بالك إذا أدخل في روعه بأن وراءه مقابلة أو استدعاء من جبار او ظالم أو مسؤول كبير لا يرحم أو أنه طلب منه أن يتقدم لعظيم فيأمره وينهاه ..؟!
ترى كيف سيتهيأ لذلك اللقاء ...،... بل كيف ستكون مشاعره ...؟...وكيف سيفعل به ...القلق؟
لقد حصل مثل ذلك ...وأكبر ...مع نبي الله ...موسى عليه السلام ...حين طلب منه رب العزه ... سبحانه وتعالى ...أن يذهب وأخاه هارون ...إلى ...فرعون ...ومأدراك مافرعون ...؟يقف فراعنة عصرنا عنده ...كالملائكة ...من جبروته ...وظلمه ...وكان الطلب منهما أن ...يبلغاه ...رسالة حازمة وقوية ...وأمام حاشيته ..."الشعب" ...ليعبد الله وحده ...بدلاً من تسخيرهم...عبيداً له ...!
ألا مأعظمها من مهمة ...حري أن يأخذ القلق فيها ...من أي بشر ...مأخذه ...وقد شعر نبي الله موسى ...وأخوه ...بهذا الشعور...وخافا...وأنى لهما...وهما الوحيدان ...لاجيش معهما ...ولا عدة ولا عتاد...أن يفعلا ذلك ...والخشية ليست هنا ...من القتل فقط ...فهو مصير مؤكد...لمن يذهب إلى فرعون ...بل القلق كل القلق ..ألا يستطيعا...أن يؤديا رسالة الله ...فاستنجدا برب العزة ...جلا وعلا ...يسألانه العون...
أحسن الله سبحانه وتعالى بحالهما ...واستجاب لهما...وأعطاهما..."وسيلة"...من أنجح الوسائل ...يجب على كل أمرئ...أن يتذكرها...حين يستشعر الخوف والقلق ...والوحدة ...والحاجة إلى عزيز وناصر وداعم ومؤيد ...فقال "لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ..." ... الله كبر ...
أي معية هذه ...يخاف بعدها أي إنسان؟ومأعظمها من معية ...تصور نفسك حين تستشعرها ...وتعرف تماماً...أنك حينها ..."مسنود" ...نعم ...معك ...القوة التي لا تقهر ...فلم الخوف ؟ولم القلق؟ولم الهم؟ولم الحزن؟ تحست ساعاتها ...بأنك...إنسان آخر ...وتشعر بأن الخوف ...والقلق...يخرجان من ... جنباتك ... فلا ترى إلا ...هدفك وغايتك ...
مأعظمها من معية ...
نفس الكتاب
|